اللسان
جدول المحتويات
إنّ اللسان يصون الإنسان أو يخونه، ويحفظه وقد يضّره، وفي الحديث: «وهل يكبُّ الناس على وجوههم إلا بسبب حصائد ألسنتهم؟!» فهذا اللسان عاقرٌ إن خلِّي ولم يُربط بعقال الدين أو آفةٌ على المجتمع إن صارَ تابعاً لهوى الفاسقين!
الصمت والحكمة
إنّ كثرة الصمت وقلّة الكلام، تورث الإنسان وتهبه الحكمة، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً.
والحكيم: يعرف كيف يتكلّم، ومتى يتكلم، وأين يتكلم ..
والحكيم يضع الأشياء في محلّها، سواء في ما يرتبط بالحياة الدنيوية أم الأخروية.
وفي المقابل من كثر كلامه كثر خطؤه، ومن كثر خطؤه مات قلبُه، ومن مات قلبُه دخل النار!
الصمت والمهابة
إن الذي يغلب عليه الصمت ولا يتكلم إلا عندما يكون الكلام لازماً، فإنه يكون حائزاً على الهيبة، فالناس تهابه وترى له قدراً وشأناً واحتراماً .. فَكثَرةُ الصَّمتِ تُورِثُ المَهَابَةَ .. وفي المقابل من يعيش الثرثرة والكلام الكثير الذي لا فائدة منه، فإنه يُنظر إليه بنظرة دونية أو عادية ولا يعظّم في القلوب.
الكلام البذيء
إن من أعظم آفات اللسان هو أن يتفوّه الإنسان بكلماتٍ بذيئة قبيحة؛ فالمؤمن لسانه يعفُّ عن مثل هذه الكلمات ولا يصدر من لسانه إلا الكلام الطيّب والجميل .. وكل إناءٍ بالذي فيه يَنضَحُ!
الكلام الجارح
من آفات اللسان أيضاً أن يجرح الإنسان الآخرين بلسانه فيعيّر هذا، ويستهزأ بذاك، ويسكب ماء وجه الآخرين! فالمؤمن له حرمة، ولا يحق لنا أن نهتِكَ حرمة المؤمنين بالكلمات الجارحة التي تجعل الإنسان ساقطاً ومُهاناً بين الآخرين.
المزاح الباطل
المزاح الذي يؤدي إلى الاستهزاء بالآخرين وإحراجهم، وتسقيط شخصيتهم، والتنزيل من مكانتهم و…، هو مزاحٌ غير جائز وحرام، سواء كان بالكلام أم بالفعل.
وعليه فلا ينبغي – من أجل إضحاك الآخرين – أن نأتي بأيّ مزاحٍ قولي أو فعلي لو كان محرّماً وغير جائز.
الكذب
الكذب هو الإخبار عن شيء على خلاف الواقع وخلاف الحقيقة، وهو حرامٌ شرعاً، وقد ورد: «أنّ الشر كلّه جُمِع في بيت ومفتاحه الكذب».
والكذب حرامٌ في الجد والهزل، فلا يصح الاعتياد عليه، خصوصاً في المزاح.
تجنّب الحِلف
ينبغي أن نصون ألسنتنا عن «الحلف بالله تعالى» أو النبي و الأئمة (علیهم السلام)، فللأسف الكثير يجعل اسم الله عُرضة في كلِ مناسبة وفي كل موضوع! فلا تحلف ولو كنت صادقاً، إعظاماً وإجلالاً لله تعالى وللهُداة الطاهرين (علیهم السلام).
حق اللسان
وَأَمَّا حَقُّ اللّسَان فَإكْرَامُهُ عَنِ الْخَنَى (الفحش في الكلام) وتَعْوِيدُهُ عَلَى الْخَيْرِ وَحَمْلُهُ عَلَى الأَدَب وَإجْمَامُهُ إلاّ لِمَوْضِعِ الْحَاجَةِ وَالْمَنْفَعَةِ لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا وَإعْفَاؤُهُ عَنِ الْفُضُول اُلشَّنِعَةِ الْقَلِيلَةِ الْفَائِدَةِ الَّتِي لا يُؤْمَنُ ضَرَرُهَا مَعَ قِلَّةِ عَائِدَتِهَا. وَيُعَدُّ شَاهِدَ الْعَقْلِ وَالدَّلِيلَ عَلَيْه وَتَزَيُّنُ الْعَاقِلَ بعَقْلِهِ حُسْنُ سِيرَتِهِ فِي لِسَانِهِ.[1]
[1]- رسالة الحقوق للإمام زين العابدين