الحياة مع الناس
جدول المحتويات
أحبتي .. إننا نعيش مع الناس، نتكلم، نأكل، ننام، ونصاحب، ونصادق .. والحياة مع الناس لها أخلاق وضوابط، فإذا راعيناها وحفظناها عشنا السعادة والمحبّة مع بعضنا، أما إذا حصل التجاوز على حقوق الناس ولم تُراع العِشرة الصالحة فإنّ الناس سوف تعيش الحقد والضغينة، وسوف تنشب المنازعات والشجارات والمعارك الدامية!
أنت والناس
اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين الناس فما تحبه لنفسك أحببه للناس، وما تكرهه لنفسك إكرهه للناس؛ فأنت تحب أن يتعامل معك الناس باحترام، فاحترم الناس وأكرمهم، وأنت تكره أن يستهزأ بك أحدٌ ويحتقرك، فلا تستهزأ بأحدٍ ولا تحتقره.
فأَطِب الكلاَم وأحسِن المقال والفِعال مع الناس، حتى يجازوك بمثل ذلك.
إذكر خيره وانسى شرّه
الناس قد يصدر منهم الخطأ معك، كما يصدر منهم الخير، فاسع أن تعوّد نفسك على أن تذكر خير ما فعلوه معك، وتنسى شرّ ما فعلوه ضدّك، وهذا أمرٌ صعب ولكن بـ«جهاد النفس» يمكن للإنسان أن يعيش مثل هذه المعنويات العالية.
النظر بعين الجمال
الناس فيهم الكمال وفيهم النقص، وفيهم الجميل وفيهم القبيح، فاسع أن تنظر إلى الجمال في الناس، ولا تركّز على القبيح. فلا تنظر إلى الناس بعينٍ سوداوية تتعقّب الأخطاء و زلات وقبائح الناس، بل ابحث عن النقاط المضيئة والجميلة التي يملكونها.
قصة النبي عيسى (علیه السلام)
يروى أن النبي عيسى (علیه السلام) كان يمشي مع الحواريين، وفي الطريق مرّوا على جيفةٍ نتنة، فقال أحدهم: ما أقبحها!
وقال آخر: ما أنتن ريحها!
فقال النبي عيسى (علیه السلام): ما أبيض أسنانها!
الصداقات الإيمانية
الصديق قبل الطريق، فلنتخيّر لنا الصديق الذي يعيننا على التزوّد بالآخرة، والصلاح والعمل في الدنيا.
فالصديق المؤمن نِعم المُعين والصاحب في الدنيا؛ فهو نعمةٌ من الله لدخول الجنة.
والصديق الفاسد بئس الصاحب في الدنيا؛ حيث يُفسِدُ دينك بالمعاصي ويضعك في النار.
أخي .. احذر من «رفاق السوء»؛ فكم أولئك الذين ضلّوا الطريق وتدمّرت حياتهم وجلبوا لأنفسهم الشقاء والعذاب، كلُّ ذلك بسبب رفيق السوء! وفي يوم القيامة سوف تندم على مثل هذه الرفقة وتتمنى لو أنك لم تتخذه خليلاً .. <يا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا 28 لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ>[1]
واحذر من «الصداقات الكاذبة» التي تبتني على المصالح الدنيوية والأغراض الشخصية و…، ومتى ما حصل على مصلحته تركك وأعرض عنك!
فليكن أساس العلاقة والصداقة إلهياً .. وهو الحبُّ في الله ..
الإصلاح بين الأخوة
إذا حصل خلاف واختلاف وتنازع بين شخصين، فاسع إلى أن تكون واسطة خير وسفير سلامٍ بينهما فإنّ الإصلاح بين المؤمنين له ثواب عظيم عند الله تعالى .. <إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)[2] .. الحذر كلّ الحذر أن تكون سبباً لزيادة التوتر والنزاع بينهما، فتكون من أصحاب الفتن المغضوب عليهم عند الله تعالى.
الحجاج والمجادلة
كونوا على حذرٍ من «الحجاج» و «المجادلة»، فإنهما تزرعان الحقد والضغينة، وتشعلان النار في القلوب، فلا تعوّدوا أنفسكم على هاتين «الخِصلتين المذمومتين» حيث تُريد في كل نقاشٍ أن تتغلب على صاحبك في الكلام! وترفض أن تأخذ بكلامه ولو كان هو على حقٍّ وأنت على باطل! والذي يعتاد على «الجدال» يُسلب حلاوة الذكر والحديث مع الله؛ فقد تقوم للعبادة – كصلاة الليل – لكن لا تحسّ بحلاوة ذكر الله!!
[1]- الفرقان: 28-29 [2]- الحجرات: 10