التكبر والاستعلاء
أحبتي .. إنّ التكبّر والاستعلاء من صفات إبليس التي أخرجته من الجنة، فهل نتلبّس بخصلة ونتكبّر على إخوتنا في الدنيا ثم نسأل الله الجنة؟!
فلنعش التواضع، ولا نرى أنفسنا أعلى من الآخرين، ولنستذكر أن الكرامة عند الله تعالى هي للمتقين <إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ>[1] ..
التنابز بالألقاب
أحبتي .. كثُرت هذه الأيام العادات السيئة التي لا يرتضيها الله تعالى، ومنها: التنابز بالألقاب؛ فالإسلام يدعونا إلى أن نحترم بعضنا البعض حتى على مستوى السلام على صاحبك مثلاً، فكنه بـ«أبو علي أو أبو محمد أو…» ولا يجب علينا أن ننادي الناس بالألقاب غير المحمودة .. فلنعمل بالقرآن ونغيّر سيرتنا في هذا المجال <وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ>[2] ..
السخرية والاستهزاء
أحبتي .. لنكن مراقبين للكلام الذي يصدر منّا، ولنحذر أن نسخر بأحد المؤمنين ونجعل الناس تضحك عليه ونستهزأ به؛ فهذا يُوجب غضب الله ودخولك جهنّم والنيران! وهل ترضى أن يسخر منك أحدٌ ويستهزأ بك؟!
<يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ>[3] ..
ولو زلّت قدمك وارتكبت هذا الحرام، فاطلب منه أن يسامحك ويبرأ ذمتك، ولا تَعُد لهذا العمل مرّة ثانية.
الصوت العالي
أحبتي .. إنّ من حقوق الأخوة أن لا نزعجهم ولا نضرّهم .. و«الإزعاج» يعتبر من التلوث المضرّ للناس! فما الحاجة لرفع الصوت وأنت يمكنك أن توصل كلامك لصاحبك الذي بجنبك بصوتٍ منخفض، من غير أن تُزعج الآخرين؟! ولِمَ نعتاد على أن نتكلّم بأعلى نبرة في صوتنا؟! فالإنسان المؤمن يتجنّب مثل هذه الخصلة المذمومة <وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ>[4] ..
أحبتي .. إن الإسلام دينٌ جامعٌ وكامل، وهو «دستور الحياة»، وله كلمة الفصل في كل صغيرة وكبيرة .. والله تعالى هو الذي يأمر وينهى ولا يأمرنا بشيء إلا والمصلحة في أن نفعله. ولا ينهانا عن شيء إلا والمفسدة في القيام به .. فهذه التشريعات الدقيقة والتي قد نتعجّب من بعضها، هي أساس سعادتنا .. وتركها أساس شقوتنا .. ولاحظوا أحبتي أنّ أكثر المشاكل تنتج من عدم مراعاة شريعة السماء من تنابز بالألقاب، وإزعاج، واستهزاء، وسخرية، وتكبر و….
الغضب
يعيش العذاب والشقاء!
فاحذر من هذه الخصلة الشيطانية، ولنبتعد عن الأمور التي تثيرنا وتشعل داخلنا، ولنتقِ الله تعالى ونخافه عندما نصاب بمثل هذه الرذيلة الشنيعة.
نعم، لا بد أن يكون الغضب لله فقط؛ نغضب لدينه إذا تعرّض للخطر، ونغضب إذا رأينا الناس تعصيه وتتعدى حدوده.
أحبتي .. إن «الحلم» عن الناس، والتجاوز عن أخطائهم، هو خُلقٌ عظيم وخِصلةٌ فاضلة؛ فإذا أخطأ أحدٌ بحقك، وقابلته بـ«الحلم» بدلاً عن «الغضب» فإن الله الذي عصيته سوف يقابلك بحلمه لا بغضبه.
اللعب
أحبتي .. إن الله سبحانه خلقنا في هذه الدنيا من أجل هدفٍ وغاية حيث نزرع لآخرتنا ونقوم بالصالحات من أجل سعادتنا الخالدة والأبدية، وهي غاية لا يمكن الوصول لها إلا من خلال «العبودية لله» ..
وعليه فالإنسان لم يُخلق من أجل اللعب واللهو وتضييع كل وقته وإتلاف عمره وإحراق شمعة شبابه في اللعب واللهو ..
وهذا لا يعني حرمة اللعب، بل اللعب جائز في الحدود المعقولة، نعم الالعاب القمارية لا يجوز اللعب بها، كما أنه لا يجوز الرهان أثناء اللعب.
فلا بأس بتنظيم الوقت، وجعل وقتٍ خاصٍ للعب، لا أن يجعل اللعب هو الأساس في الحياة!!
العمل بالمواعظ
أحبتي .. إننا قد نستمع إلى النصيحة والموعظة، ولكن لا نتأثر بها ولا نقوم بالعمل على طبقها؛ وهذا ناتج من عمى البصيرة أو كثافة غبار المعاصي على القلب!
وقد نستمع إلى النصيحة، ويحصل لنا التأثّر بها، ولكن سرعان ما نرجع إلى ما كنّا عليه من حالنا السابق وكأننا ما سمعنا موعظة!!
وهذا مؤشر خطير، ودليل على أن قلوبنا أصبحت مريضة لا تستمع إلى نداء ربّها، بل هي تابعة لأهوائها ومنقادة لشهواتها!!
فإذا علمنا بشيءٍ فعلينا أن نعمل به حتى نتكامل ولا يكون العلم حجّة علينا بعد أن كان حجة لنا!!
عن الإمام علي (علیه السلام): «فالعلم يهتف بالعمل، فإن أجابه و إلا ارتحل».
تعاطي الحبوب
أحبتي .. وأنتم في السجن، احذروا بعض الأخطاء القاتلة والعادات المدمّرة، فاحذروا تناول «حبوب الأعصاب» ولا تفكّروا فيها أبداً، ولا تُصغوا لأحدٍ يدعوكم لتناولها أو الاعتياد عليها ! فهي من «الحبوب الخطيرة» التي تجعل الإنسان يعتاد عليها ويصير أسيراً بين مخالبها حتى تدمّر حياتكم كلها!!
أحبتي .. لا تتصوروا بأن تعاطي هذه المسكنّات سوف يحقق لكم الراحة والرخاء، بل هي خُدعة طارئة؛ وسريعة الزوال، مدمّرة في التبعات ..
ولها مع مرور الزمان آثارٌ وتبعات على الجسم والعقل والروح! فلا تفتحوا على أنفسكم باب المشاكل والمصائب التي تدمّر دنياكم وأخراكم!
أحبتي .. بالله تسكن القلوب، وبالله تطمئن النفوس من خلال الصلاة والدعاء والمناجاة وقراءة القرآن و… لا بتناول الحبوب!
[1]- الحجرات: 13 [2]- الحجرات: 11 [3]- نفس المصدر [4]- لقمان: 19