القيام بالأمر و الخلافة
جدول المحتويات
القيام بالأمر و الخلافة !
يقول أمير المؤمنين ×: ((أَمَا وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَ قِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَ لَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَ لَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْز))[1]
تمهيد
إنها أعذارٌ ثلاثة يذكرها أمير المؤمنين علي (ع) توضح سبب قبوله لهذا الأمر و القيام به – و إن طال تخلف عنه بمثل هذه المدة المديدة – و هي : حضور الحاضرين لمبايعته و قيام الحجة عليه بوجود الناصر له في طلب الحق لو ترك القيام، وما أخذ الله على العلماء من العهد: على إنكار المنكرات، وقمع الظالمين، ودفع الظلامات عند التمكن.[2]
و من خلال سيرة الإمام علي (ع) ومواقفه الإيمانية والجهادية وإقامته للحكومة الإلهية العادلة: فإنّه أضفى إلى العمل السياسي و الإجتماعي نورانية إلهية مميزة.
و حكومته الاستثنائية – التي جسّدت الإسلام من كل جنباته – بعثت الروح في أتباعه للقيام و الثورة من أجل إقامة الحكومة الإسلامية بنفس نهجه، و بصبره وشدّة تحمله علّم الشعوب المؤمنة الحرة : أن لا تقبل بمسالمة الظلمة أو الركون إلى الطغاة الخونة .. “لَنَا حَقٌّ فَإِنْ أُعْطِينَاهُ وَ إِلَّا رَكِبْنَا أَعْجَازَ الْإِبِلِ وَ إِنْ طَالَ السُّرَى “[3]
أولاً : حضور الحاضر و القيام بالأمر :
الخلافة المغصوبة !
زويت الخلافة عن أمير المؤمنين (ع) 25 عاماً ظلماً و جوراً، و كان الألم يعتصر قلب الأمير و وجدانه وهو يراهم يغتصبون حقّه الإلهي و يستولون على منصبه الرباني! وأسفُ الأمير (ع) و تأوهه لا لأجل دنيا قد ذهبت منه، أو نعيم حالوا بينه و بينه؛ و ذلك لأنّه كان ينظر إلى الخلافة بمنظار إلهي وأنّها تكليف سماوي، وأنّها أفضل وسيلة لهداية البشرية و إخراج الناس من الظلمات إلى النور!
حيث لا يقدر على مثل هذا الأمر إلا أهل البيت q، يقوم الإمام علي (ع): ((بِنَا اهْتَدَيْتُمْ فِي الظَّلْمَاءِ وَ [تَسَنَّمْتُمُ] تَسَنَّمْتُمْ[4] ذُرْوَةَ [الْعَلْيَاءَ] الْعَلْيَاءِ وَ بِنَا [انْفَجَرْتُمْ] أَفْجَرْتُمْ[5] عَنِ السِّرَار[6]))[7]
نعم ، كان ألمه ووجعه لأن الطّغاة سلبوه رداءاً ألبسه الله تعالى إياه من أجل أن يهدي الناس و يعلمهم معالم الطريق، ويستنقذهم من ربق أسر الشهوات، ويسعدهم في هذه الحياة وما بعد الممات!
و لكن جهل الأمّة و عنادها و حقدها و طمعها في الدنيا، حال دون قيامة بالأمر بعد رسول الله (ص) مباشرة! فظلّت الأمة الطريق و لم تهتدِ إلى سواء السبيل!
و لكن الناس أنفسهم يظلمون !
و هكذا عاشت الأمة 25 عاماً بعد الرسول P تتخبط في العشوات، و تنزلق في الهلكات، وتبتعد عن فاضل الكمالات وترتمي في خسيس الخصال! ولو استلم الإمام عليه (ع) الرّاية والخلافة بعد الرسول (ص) مباشرة ، لكان وضع الإسلام و المسلمين شيئاً آخر ! و لما رجعت الأمة القهقري، ولما انحدرت إلى الجاهلية الاولى … ، و لكنّ الناس أنفسهم يظلمون !
يقول الإمام علي (ع) : ((ً فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ وَ لَا ذَابٌّ وَ لَا مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلَ بَيْتِي فَضَنَنْتُ[8] بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ فَأَغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى[9] وَ جَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجَا[10] وَ صَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ وَ آلَمَ لِلْقَلْبِ مِنْ وَخْزِ الشِّفَار))[11]
إنّه ألمٌ يعتصر الهداة و يأخذ بالنفس حسرات: عندما لا يتمكنون من أخذ يد الناس و السير بقوافل البشرية إلى بر الأمان، بسبب قُطّاع الطريق الذين ملؤوا السبل بالأشواك، وبسبب جهل الناس الذي أعماهم عن تمييز أهل الفساد، فساروا خلف أهل البدع و الضلال، وهجروا أهل التقوى والصلاح ! فكتبوا على أنفسهم الشقاء في الدنيا و بعد الممات !
الدنيا في عين الإمام علي (ع)!
ما كان الأمير (ع) يطلب دنيا أو يأسف على حطامها؛ فما قيمة الدنيا عنده و هو الذي طلقها ثلاثاً لا رجعة فيها ! و هو الذي أبغضها و حطامها حتى أبغضته و قتلته! وأهانها و حقّرها حتى كادت له فشردت بنيه وأهله انتقاماً منه و نكايه به !
فما دخلت في حريم قلبه يوماً ، و لا طاقت بفؤاده نزراً ، و ما سعى لها أبداً … ، فهو الذي كان يقول –وَ قَدْ أَرْخَى اللَّيْلُ سُدُولَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي مِحْرَابِهِ قَابِضٌ عَلَى لِحْيَتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّلِيمِ وَ يَبْكِي بُكَاءَ الْحَزِينِ وَ [هُوَ] يَقُولُ- يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ [تَشَوَّفْتِ] تَشَوَّقْتِ لَا حَانَ حِينُكِ، هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لَا حَاجَةَ لِي فِيكِ قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلَاثاً لَا رَجْعَةَ فِيهَا فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ أَمَلُكِ حَقِيرٌ آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ طُولِ الطَّرِيقِ وَ بُعْدِ السَّفَرِ وَ عَظِيمِ الْمَوْرِد))[12]
فإن أُريد من منصب الخلافة طلب الدنيا و اللهث وراء حطامها – كما ينظر إليها أبنائها – فهو زاهدٌ في مثل هذه الخلافة و لن يدنس طهره بمثل هكذا أدران ، و هو على أتم الاستعداد لإكمال حياته بعيداً عن السلطة ما دامت الأمة لا تريده!
و ما دامت الخلافة لا تصلح إلا لمن أعشت الدنيا عينه و سكر حطامها عقله … ” أَ تَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ وَ تَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ وَ يَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ، قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ وَ السَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّة “[13]
أمّا إذا كان التكليف الإلهي يُملي عليه بأن يقوم بأعباء الخلافة و التي تعتبر أفضل وسيلة للهداية و إنقاذ الناس من الغواية، فإنّ الإمام (ع) لن يتردد في القيام بالأمر الإلهي !
القيام بالواجب الإلهي !
نعم، إنّه الواجب الإلهي الذي يُحتّم على الامير (ع) أن ينهض بالأمر و يقود القافلة ويدير منصبه الإلهي الذي سلبوه منه في سالف الأزمان، يقوم بأمر الخلافة، فيوقف ظلم الطّغاة السافر، ويرفع المظلومية عن كاهل الشعب العاجر، و ينشر العدل بعد أن ساد اللئام فأظلموا الأفق على الأنام!
و جاءت دولة الحق و رُعت راية الهدى: حيث لا ظلم على العباد، و لا غصب لشيء من الحطام، كيف و القائد هو الإمام الذي يدور الحق معه حيث ما دار …
((وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ وَ لِنَعِيمٍ يَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وَ قُبْحِ الزَّلَلِ وَ بِهِ نَسْتَعِين))[14]
الإمام الخميني و الحكومة العلوية !
إنّ إقامة الحكومة الإسلامية هو الطريق لنهضة الشعوب و انتشالها من أسفل السافلين – بفعل الفاسدين – إلى أعلى عليين .
و أي حلول ترقيعية مع إمساك الطغاة بمقدرات البشرية، فإنّ العناء هو حليف الاوطان والشقاء خاتمة المطاف.
و من الحريّ التأمّل في التجربة الإلهية التي قام بها مفجر الثورة الإسلامية و السعي الحثيث للعمل و اغتنام الفرصة قبل أن تكون غصّة.
و الإمام الراحل , و من أجل القيام و تشكيل الحكومة قام بما يلي :
- أولاً: ركّز الأسس الكلامية (العقائدية) لهذه المسألة.
- ثانياً: بنى عليه الأساس الفقهي.
- ثالثاً: قسّم شرائط الولاية و القيادة إلى شرائط حصولية و شرائط تحصيلية.
- رابعاً: هيأ الشرائط التحصيلية للولاية بتحمل السجن و النفي و التهمة والإفتراء.
- خامساً: جعل الرابطة بين المرجع و الناس رابطة الإمام و الأمّة.
- سادساً: جعل الفقيه إماماً نائباً عن الإمام المعصوم (ع).
- سابعاً : عرّف الإمامة بأنها الثقل الأصغر.
- ثامناً : قد ضحّى بالثقل الأصغر فداءاً للثقل الأكبر.
و قال بعد حادثة الفيضية : يجب علينا مواصلة هذا الطريق و لو بلغ ما بلغ و ليكن ما يكون … ، لأنّ قيامه و ثورته كانت على أساس الفقه و الفكر ” على شيء ” ! و استمر على هذه المقولة إلى آخر لحظة، واستطاع أن ينتشل المجتمع من أسفل السافلين و يوصله إلى أعلى عليين ! و طبعاً كانت هذه الثورة معجزة للقرآن و العترة[15].
العمل في الحكومة الإسلامية !
لا بُدّ من حضور الناس في الميادين السياسية و مشاركتها في إدارة الدولة الإسلامية، و هذا يتوقف – في مرحلة سابقة – على الإعداد لتحمل مثل هذه الواجبات: فمن جهة لابد من الالتزام الديني، و مَن لا يجد في نفسه الفعلية على (الإدارة) فعليه أن يسعى لإحياء ما فيه من القابلية حتى يتم التمكن من إدارة كل شخص لزاوية من زوايا الدولة الدينية، و يؤدي كل شخص دوره في المجتمع الإسلامي !
و إلا فأنّ المجتمع يفقد المناعة اللازمة حتى لو كان القائد مثل الإمام علي(ع) [16]! و مَن يجد في نفسه القابلية و الاستعداد على الإدارة في الحكومة الإسلامية، و مع ذلك يعتزل الساحة السياسية و الاجتماعية، تصوراً منه بأن ذلك فضيلة !
فإن النتيجة الحتمية لذلك: هو استيلاء الظلم المنظم، و وصول النوبة إلى أمثال (زيارد ابن أبيه) ليكون عضداً في إدارة الدولة !
و دين الله وحفاظه و الإبقاء عليه، لا يُسلّم بيد أي شخص؛ فعندما يكون الدين في خطر، وعندما لا تقومون بصد أعداء الدين ولا تبرزون لمواجهتهم، فإنّه سوف يتوجه إلى حفظ (دين الله) رجالٌ لا يعرفون الخوف و يتوجهون إلى الخطوط الأمامية للقتال، و بمهام يحفظ الدين في الجبهات، جبهات القتال و جبهات الفكر و الثقافة و جبهات إقامة الدولة .[17]
العمل في السياسة و ( الحكومة ) ليس من لدنيا المذمومة !
إنّ السماء و الأرض، والماء والتراب، والسهل والجبال و الصحراء، كلها مخلوقات لله تعالى، وهي آياتٌ إلهية و مخلوقات شريفة، وهي ليست من (الدنيا المذمومة) !
وإنّما الدنيا المذمومة: هي المناصب الاعتبارية و الأوهام و الوساوس القبيحة، كالوهم بأنّ المال مالي، وأني أفضل من الشخص الفلاني، و أنّ لي المنزلة الفلانية بين أقراني … ! [18]
و بناءاً على ذلك: فإنّ العمل في السياسة و إدارة الدولة، إذا كان من باب أداء التكليف الإلهي والفرض الربّاني، فهو لا يُعتبر من الدنيا المذمومة، بل هو ليس من الدنيا أصلاً، بل هو من عمل الآخرة فكما أن الصلاة و الصيام و غيرها من العبادات الفردية يكون الاتيان بها من مقتضيات العبودية لله تعالى، كذلك الحال في العبادات الاجتماعية والسياسية و ما ترتبط بالشأن العام، فإنّ القيام بمثل هذه الأمور مما يتناسب مع مقتضى العبودية لله تعالى !
و على كل حال ، فسواء كانت العبادة فردية أم اجتماعية سياسية ، و كان الوجه هو الله تعالى و كانت النّية خالصة ، فليست هي من الدنيا المذمومة بل هي من أعمال الآخرة !
نعم، لا بُدّ من الحذر و أخذ كمال الحيطة من الشيطان ووساوسه؛ فهو يسعى للحصول على نقطة ضعفٍ فينا : حيث يتسلل من خلالها و ينفذُ إلى باطننا، ويقوم بتحريك ما هو كامن في داخلنا، حتى يوقعنا في فخاخه و يردينا في مستنقع آثامه !
و العمل في السياسة مجالها واسع جداً، و الثغرات التي يمكن للشيطان أن ينفذ منها أكثر بكثير من مجال العبادات الفردية!
فالمال و الجاه و المنصب و الشهرة و … ، كل واحدة منها سبب مستقل لهلاك الإنسان، ومعبرٌ واسع لنفوذ الشيطان، والإنسان في العمل السياسي سوف يُبتلى بمثل هذه الابتلاءات، فإن لم يحتط و يراقب نفسه، تقحّم في الهلكات!
و الذي يقع في (فخ الدنيا)، فإنّه ليس من السهل عليه أن يفلت منها؛ لأنّ الدنيا لن تتركه حتى تذهب بكرامته و منزلته بين الناس، و تجعله حطاماً شبيه بالقمامة !
و إذا أصبح الإنسان بـ(لاحيثية) ولا شرف ، فإنه لن يستطيع عمل أي شيء، و هذا هو جلّ عمل الشيطان: و هو سلب الحيثية عن الإنسان ![19]
الدنيا منتنة موبوءة !
و الدنيا، ليست بأكثر من مرتعٍ موبوء ((ُ مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ مُوبِئٌ[20] فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ)).[21]
و اقترابنا منها يمنعنا من إدراك قبحها؛ لأنّ حاسة الشّم عندنا ستكون حينئذٍ معطّلة!
لكن، لو تجنبناها قليلاً : لرأينا قبحها و أدركنا كم هي منتنة … ، يقول الإمام علي (ع): ((ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا))[22].
ثانياً : قيام الحجة بوجود الناصر
حاكمٌ على الناس من قبل السماء !
إنّ أمير المؤمنين (ع) هو خليفة الله تعالى في أرضه، و هذا المنصب الإلهي الرباني مجعولٌ له من قبل السماء ! فـ(منصب) الحاكمية و الخلافة ليس من المناصب الأرضية حتى يكون للناس الحق في أن يهبوه تارة و يسلبوه منه تارة أخرى، فمبايعة الناس له أو مبايعتهم لغيره لا يؤثر في كونه هو الخليفة الشرعي وغيره ليس بشرعي؛ وذلك لأنّ (الحاكمية) لله تعالى أولاً وبالذات، فهو حق خاص به بمقتضى أدلة التوحيد في الربوبية التشريعية، وهذا الحق قد يجعله الله سبحانه لمن يشاء، وقد جعله للأنبياء والأوصياء عليهم السلام، و من ثم فهو مجعول للفقهاء !
إذن، فالحاكمية هي ثابتة أولاً وبالذات لله تعالى، ولمن أذن لهم ثانياً ويكون بالتبع. و أيّ حاكم لا يكون مأذوناً من قبل السماء فهو حاكم ظالم غاصب، وحكمه طاغوتي!
وأمير المؤمنين (ع) هو المأذون من قبل السماء على أن يكون خليفة على الناس، فهو الخليفة الشرعي والحاكم الحق، وغيره طاغوت!
دور الأمة و الشعب إضفاء القدرة و الفعلية لا الشرعية !
بعد اتضاح أنّ الأمة لا تُضفي (الشرعية)، فإنّه يأتي التساؤل عن دور الأمّة في الحكومة والعمل السياسي، فهل للأمة دور أو لا؟
والجواب: أنّ للأمة دوراً حسّاساً وخطيراً في مجريات الأحداث السياسية؛ حيث أنّ الأمة هي التي تضفي القدرة والتحقق الخارجي لطبيعة الحكومة، والقبول وعدم القبول بالحاكم، فعندما لم تأتِ الأمة و لم تبايع الإمام علي (ع) بعد رحيل الرسول الأعظم ’ مباشرة ن فإنّ الإمام هو الحاكم الشرعي، و مبايعة الناس و عدمها لا تؤثر في شرعية حاكميته، إلا أنّ فعليه حاكميته وتحققها على الصعيد الخارجي لم تحصل إلا بعد أن جاءته الأمة – و بعد 25 عاماً – و بايعته و أعلنت المولاء له !
فبعد 25 عاماً اجتمت (الشرعية) مع (الفعلية) للإمام علي (ع)، فهو قبل هذه المدّة كان يملك (الشرعية) إلا أنّه لم يتمكن من بسط حاكميته على الناس، حيث أنّ الناس لم يأتوا له، والله سبحانه لا يُكرِه العباد على الطاعة و انتهاج الطريق الحق و الصراط المستقيم !
انتظر الأمير (ع) حتى تفيق الأمة من سباتها !
و الأمّة، و خلال 25 عاماً، حرمت نفسها من بركات حكومة أمير المؤمنين علي (ع)؛ حيث ذهبت وبايعت غيره، و سارت في ركاب من هم أدنى منهم: فعاشوا تلك الطخية العمياء التي هرم فيها الكبير، وشاب فيها الصغير، و مُني الناس بخيطٍ و شماس و تلون و اعتراض!
وبُليت الأمة – و بسوء اختيارها – بمن يأكل متاعها ومقدراتها، ويبليها بالفقر و الحرمان المادّي و المعنوي!
وهكذا تُحرم الأمة من بركات و فيض الأرض والسماء، إن انتهجت نهجاً خاطئاً وحالت دون تحقيق إرادة الله ! و ما كان من خيار أمام امير المؤمنين (ع) إلا أن يصبر على طول المدّة و شدّة المحنة، حتى تفيق الأمّة من سباتها، وترجع إلى رُشدها، وتملك زمام إرادتها، وتُرجِع الحق لأهله، وتكون مستعدّة للنصرة، والوقوف في وجه الظلمة!
وجود الناصر يحقق شرط القيام !
و هكذا، وبعد 25 عاماً: أفاقت الأمّة من رقادها الذي أنهك الأمة الكثير الكثير، وثابت إلى رشدها بعد أن عبث في مقدراتها المفسدون … !
فجاؤوا للإمام علي (ع) عارضين عليه للبيعة و الفداء و النصرة و التسليم لأمره ((وَ بَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا وَ مَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الْإِبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وَسَقَطَ الرِّدَاءُ وَ وُطِئَ الضَّعِيفُ وَ بَلَغَ مِنْ سُرُورِ النَّاسِ بِبَيْعَتِهِمْ إِيَّايَ أَنِ ابْتَهَجَ بِهَا الصَّغِيرُ وَ هَدَجَ إِلَيْهَا الْكَبِيرُ وَ تَحَامَلَ نَحْوَهَا الْعَلِيلُ وَ حَسَرَتْ إِلَيْهَا الْكِعَاب))[23]
و عندها قامت الحجة على الامير (ع) ووجب عليه ان ينهض بأعباء الخلافة؛ حيث تحقق شرط القيام وانجز ما على الناس من إبداء الطاعة للإمام، وبقي على الإمام (ع) أن ينهض بهذا الثقل الذي أعطاه إياه رب الأنام: فيرفع الظلم عن المظلومين ويوقف ظلم الظالمين ويقيد الحق لأهله، ويقيم حكم الإسلام ويشيّده.
الفقيه … حاكم على الناس من قبل السماء !
و في هذا الزمان، زمن الغيبة الكبرى، فإنّ منصب الحاكمية قد جعلته السماء للفقيه الجامع للشرائط، فهو الحاكم الشرعي المأذون من قبل الله تعالى.
و هذا المنصب الإلهي – و كما تقدم – ليس للناس فيه الخيرة ولا لهم دور في إعطاء الشرعية أو سلبها عن الفقيه، فهو ليس بحق مجعول من قبل الناس، يعطوه للفقيه متى شاؤوا، ويسلبوه منه متى ضاعوا و تاهوا. فـ(الفقيه) حاكم شرعي، قبله النّاس أو لا، أبدوا له الطاعة و الانصياع أو لا.
نعم، إذا لم تقبل الأمّة بالفقيه، ولم تُبدِ له الطاعة والانقياد: فإنّ (الفقيه) سيبقى في المجتمع منزوياً بعيداً عن الحكم، كما عاش الإمام علي (ع) 25 عاماً كذلك!
أمّا إذا قدّمت الأمّة البيعة لـ (الفقيه): فإنّه سينهض بالأمر الذي أعطاه إياه رب العالمين .
و على كل حال، فليس لـ(الأمة) إلا دور النّصرة و القوّة وتفعيل المنصب في الخارج، وليس لها دور في إضفاء الشرعية لـ (حاكمية الفقيه).
ثالثاً : العلماء … للظالم خصماً و للمظلوم عوناً
العلماء … و مقارعة الطغاة !
من الواجبات الإلهية الملقاة على عاتق العلماء الربّانيين – و مع القدرة و الاستطاعة – : أن لا يُقارّوا على ظلم الطغاة وتمادي المفسدين وجور البغاة.
فإذا تماد (الظالم) في ظلمه، وانتهك الحُرمات، و جرّع الأمّة نغب التهمام أنفاسا: فعلى العلماء أن يُظهروا علمهم ويقفوا بحزمهم، و يستنقذوا الأمّة والنّاس من براثن جورهم، ويحولوا دون بغيهم و غيهم ….
فـ(العلماء) هم آباء النّاس الروحانيين، وهم ملجأ المرومين وأمل المستضعفين، والعلماءُ هم أول من يُناط تجاههم: إصلاح المعوّج، و رفع الثقل و الوزر و الإثم …..
و كيف يصبر العلماء على شدّة ظلم الطغاة و الإمام علي (ع)يقول : ((وَ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَ لَا سَغَبِ مَظْلُوم))[24].
إنّها الثورة و القيام و مقارعة الأصنام!
لن يهنأ للعلماء عيش !
و كيف يهنأ للعلماء عيشٌ، و هناك من يتضور من الجوع و العطش و يشقى حتى يحصل على لقمة يومه؟!
و كيف يهنأ للعلماء عيشٌ، و هناك أمٌ ترمق طفلها الباكي طالباً منها الامان أو لعبة مثل باقي الاطفال ؟!
وكيف يهنأ للعلماء عيشٌ، و هناك أطفال حرموا من حضن آبائهم الذين غابوا في طوامير السجون ؟!ط لا، لن يهنأ للعلماء عيشٌ، و هم يرون مثل هذه الظلامات والمظلمات، وانتهاك الحرمات، وتجويع الشعوب و إذاقتها مُرّ المنام !
و لو هنأ للعلماء عيش فماهم بعلماء ، و ليعدو الجواب لله المالك الديان !
العلماء … رحمةٌ للمستضعفين !
و العلماء، هم السابقون لامتثال وصية الإمام علي (ع) حيث يقول : ((وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْنا))[25].
فـ(العلماء)، هم أمل الشعوب، و محط نظر القلوب، وبلسم جراحات الصدور، بهم يرتوي العطشان من شطآنهم، وينهل الضمآن من معين فيضهم!
عاشوا معاناة المساكين، وذاقوا مرارة حياة المعذبين، بل عُذّبوا و سجنوا كباقي الثائرين المناضلين! وتحسّسوا آهات الفقراء فكانوا المسكن لها، و سمعوا صرخات المحرومين فكانوا المُهدأ لها.
نعم، واسوا شعوبهم و حملوا همومهم، وحملوا آلامهم و أمالهم ……
و هكذا اقتربوا من الناس، فاقترب الناس منهم، فكانت المحبّة من الطرفين، و الأُنس والودّ من الجانبين ((هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ وَ بَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ وَ اسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ وَ أَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ وَ صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الْأَعْلَى أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ الدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِم))[26]
و العلماء … شوكة في عيون الطغاة !
و في عين الوقت الذي يكون فيه العلماء رحمةٌ على المظلومين، فهم نقمة على الظالمين، وشوكة في عيون الفاسدين، وغصّة أمام أطماع الطامعين؛ فهم خصمٌ عنودٌ ومبارزٌ صبور، لا يعرف السلم أو المهادنة مع سالبي الشعوب وناهبي الحقوق اللاهثين وراء الدنيا الغرور !
فـ(العلماء)، هم السدّ الصامد أمام طوفان أطماعهم، والحصن المنيع لشعوبهم من أن يسلب حقوقهم وينهب ثرواتهم طغاة زمانهم …
و هكذا هم العلماء، (( لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ إِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَ بَيِّنَاتُهُ وَ كَمْ ذَا وَ أَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ وَ اللَّهِ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَ بَيِّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ وَ يَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِم))[27]
الطغاة و علماء البلاط !
و سحقاً ثم سحقاً، للعلماء الذين يقفون ضد شعوبهم، ويكونون عضداً للطغاة في جورهم، يلهثون وراء الجاه و المنصب، على حساب دمعة أمٍّ وبكاء طفلٍ و انكسار قلب أبٍ!
يعيشون في القصور ينادمون سفاكي الدماء و مصاصي ثروات الأوطان ! يمرحون في قصور الظلمة وأبناء شعبهم يرزح شبابه خلف القضبان، تحت رحمة السجان و سياط الجلّاد، بعيداً عن الأمل و الخلان …
و كما يصفهم الإمام علي (ع) : ((مُسْتَعْمِلًا آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا وَ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَ بِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلَا لَا ذَا وَ لَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَ الِادِّخَار لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الْأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيه)).[28]
و علماء البلاط ووعّاظ السلاطين، لا يخلو منهم مكان ولا يفتقدمهم الازمان؛ فمع كل ظالم جائر عالم فاسق، ومع كل سّفاك واعظ كذّاب، و مع كل يزيد شريح!
فلابد من البحث عن أمثال هذه العينات الفاسدة الساقطة، ولا يصح المهادنة معها، بل اللازم كشف حقيقتها وتوضيح ضررها و مآسي فعالها، حتى لا تسقط في شراكها العقول البسيطة، وتغتّر بها عيون الناس الجاهلة، كما يفعل الشيطان بأوليائه … ((اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلَاكاً وَ اتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً فَبَاضَ وَ فَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ وَ دَبَّ وَ دَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَ نَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ[29] فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ وَ نَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِه))[30]
فالجبابرة وعلماء البلاط وجهان لعملة واحدة، عملة قتل الأمم و نهب مقدرات الشعوب … ((الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ وَ عَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَ إِثْمُ [الرِّضَا] الرِّضَى بِه))[31]
فالطغاة يفتكون وعلماء البلاط يبررون، و الطغاة يفسدون و علماء البلاط يغطون ويسترون، فهذا يفعل وذلك يرضى، بل ويدعوه للمزيد من خلال تغريره و تزيين أفعاله و تصويب جرائمه!
و قد كتب الإمام زين العابدين عليه السلام رسالة إلى أحد علماء البلاط – و هو الزهري عندما خالط السلاطين – :
(( وَ اعْلَمْ أَنَّ أَدْنَى مَا كَتَمْتَ وَ أَخَفَّ مَا احْتَمَلْتَ أَنْ آنَسْتَ وَحْشَةَ الظَّالِمِ وَ سَهَّلْتَ لَهُ طَرِيقَ الْغَيِّ بِدُنُوِّكَ مِنْهُ حِينَ دَنَوْتَ وَ إِجَابَتِكَ لَهُ حِينَ دُعِيتَ.
فَمَا أَخْوَفَنِي أَنْ تَكُونَ تَبُوءُ بِإِثْمِكَ غَداً مَعَ الْخَوَنَةِ وَ أَنْ تُسْأَلَ عَمَّا أَخَذْتَ بِإِعَانَتِكَ عَلَى ظُلْمِ الظَّلَمَةِ إِنَّكَ أَخَذْتَ مَا لَيْسَ لَكَ مِمَّنْ أَعْطَاكَ وَ دَنَوْتَ مِمَّنْ لَمْ يَرُدَّ عَلَى أَحَدٍ حَقّاً وَ لَمْ تَرُدَّ بَاطِلًا حِينَ أَدْنَاكَ وَ أَحْبَبْتَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ.
أَوَ لَيْسَ بِدُعَائِهِ إِيَّاكَ حِينَ دَعَاكَ جَعَلُوكَ قُطْباً أَدَارُوا بِكَ رَحَى مَظَالِمِهِمْ وَ جِسْراً يَعْبُرُونَ عَلَيْكَ إِلَى بَلَايَاهُمْ وَ سُلَّماً إِلَى ضَلَالَتِهِمْ دَاعِياً إِلَى غَيِّهِمْ سَالِكاً سَبِيلَهُمْ يُدْخِلُونَ بِكَ الشَّكَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ وَ يَقْتَادُونَ بِكَ قُلُوبَ الْجُهَّالِ إِلَيْهِمْ فَلَمْ يَبْلُغْ أَخَصُّ وُزَرَائِهِمْ وَ لَا أَقْوَى أَعْوَانِهِمْ إِلَّا دُونَ مَا بَلَغْتَ مِنْ إِصْلَاحِ فَسَادِهِم))[32]
[1] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 50.
الخطبة (3) و من خطبة له ع و هي المعروفة بالشقشقية و تشتمل على الشكوى من أمر الخلافة ثم ترجيح صبره عنها ثم مبايعة الناس له!
[2] انظر : شرح نهج البلاغة ( البحراني ) 1 : 162-162 .
[3] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 472، الحكمة (22).
[4] أي ركبتم سنامها، و ارتقيتم إلى أعلاها.
[5] أفْجَرْتُمْ: دخلتم في الفجر.
[6] السِّرار، ككتاب: آخر ليلة في الشهر يختفي فيها القمر، و هو كناية عن الظلام.
[7] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 51.
الخطبة (4) و من خطبة له (ع).
[8] ضننت: أي بخلت.
[9] القذى: ما يقع في العين، و أغضيت على القذي: غضضت الطرف عنه.
[10] الشجا: ما اعترض في الحلق من عظم و نحوه، يريد به غصة الحزن.
[11] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 336
الخطبة (217) و من كلام له (ع) في التظلم و التشكي من قريش
[12] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 480، الحكمة [76]
[13] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 420.
الكتاب (45) و من كتاب له ع إلى عثمان بن حنيف الأنصاري
[14] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 347.
الخطبة (224) و من كلام له (ع) يتبرأ من الظلم.
[15] الحماسة و العرفان، ص: 297 بتصرف .
[16] لاحظ كتاب ( الحماسة و العرفان، ص:281 )
[17] لاحظ كتاب (الحماسة و العرفان، ص 288 )
[18] لاحظ كتاب (الحماسة و العرفان، ص 270-271 )
[19] لاحظ كتاب (الحماسة و العرفان 270-272 )
[20] «مُوبِىء»: أي ذو وباء مهلك.
[21] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 539، الحكمة (373)
[22] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 545، الحكمة: (397).
لاحظ كتاب (الحماسة و العرفان، ص:275) .
[23] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 350.
الخطبة (229) و من كلام له ع في وصف بيعته بالخلافة
[24] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 50.
الخطبة (3) و من خطبة له (ع) و هي المعروفة بالشقشقية
[25] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 421.
وصية (47) و من وصية له (ع) للحسن و الحسين (ع) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله.
[26] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 497، الحكمة (143).
[27] المصدر نفسه.
[28] المصدر نفسه.
[29] الخَطَلُ: أقبح الخطأ.
[30] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 53.
الخطبة (7) و من خطبة له (ع) يذم فيها أتباع الشيطان
[31] نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 499، الحكمة (148).
[32] تحف العقول، النص، ص: 275 ، بحار الأنوار (ط – بيروت)، ج75، ص: 132