فلابد من الثورة
إنّ أكبرَ مِصداقٍ وأَجلى فردٍ تجلّت وظَهرت فيه المَعَاني الرَّاقِيةِ والكَامِلةِ وكانت تجربةً مقدسةً ربّانيةً وإلهية، بحيث خلّدَها التاريخُ على مرِّ العُصور هي ثورة الإمام الحسين .
والثّورَةُ ما كانت تهدفُ لاستبدال الطاغوتِ بطاغوتٍ آخر، بل كانت الثّورة لأجل الرجوعِ إلى الإسلام في كلِّ تفاصِيله الفرديةِ والاجتمَاعيّة والسياسية:
فالحاكمُ: لا بد أن يكونَ متمتعاً بأعلى المواصفات والسجايا الكاملةِ الفاضلةِ من العلمِ والورعِ والتقوى، وإذا جَثى على صدر الأمّةِ طاغيةٌ مثلُ «يزيد المخازي» فلا بُدَّ من التغييرِ وعدمِ القبول بمثل هذا الواقع الباطل.
وقول الإمام الحسين : «وَمِثْلِي لَا يُبَايِعُ مِثْلَه» قضيةٌ عامّةٌ لا تختصُّ بزمان الإمام الحسين ، بل قولُه هذا منهجُ حياةٍ لكلِّ الأجيالِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وأنّه عِندما يَجثُو على صَدرِها طاغيةٌ مثلُ يزيدٍ فلا بُدَّ أن لا تَقبَل به الشُعوبُ وتُعلِنُها صرخةً مدوّيةً: مِثلُنا لا يُبايِعُ أمثالَه!!
الأُمّةُ والحكومةُ: أخذت بالانحدارِ والإنحراف إلى إسلام جديدٍ وهو الإِسلامُ الأموي! فكان لابُدَّ من الوقوفِ أمام هذا الإنحراف بقوةٍ وإرجاع الأُمّةِ إلى الإسلام المحمدي.
وهكذا نَجِدُ الأمّةَ اليوم قد انحرفت إلى إسلامٍ جديدٍ وهو الإسلام الأمريكي، فهذا الإسلام الأمريكي هو الذي يسودُ ويحكُمَ الأمّة الإسلامية! فلابُدَّ من الثورةِ وعدم القَبولِ بهذا الواقع المرير والسعي لإرجاعِ الأمّة إلى الإسلام المحمدي الأصيل ..