فلا مَعنَى للثّورَةِ
فلا مَعنَى للثّورَةِ .. وتقديمِ التّضحياتِ منْ أجلِ إزاحةِ طاغوتٍ ظالمٍ ونحنُ نعيشُ الظّلمَ والطّغيانَ فِي وُجودِنا وفكرِنا وخُلُقنا وسُلوكِنا.
الإمام الحسين وحفظ الإسلام ومبادئ السماء:
إنَّ الهدفَ مِن قيامِ الإمامِ الحسين وثَورتِه على يزيدٍ وآل أُميّة، هو حفظُ الإسلامِ ومبادئِه وقِيَمِهِ، والوقوفَ في وجهِ أيِّ خطرٍ يَحدُقُ بهذا الدّينِ، دين اللهِ تعالى ودين الفِطرَةِ، وأكبرُ خطرٍ كان يُهدّدُ الدّينَ هو القبولُ بمثلِ يزيدٍ حاكماً على الأمّةِ الإِسلاميّةِ .. «.. عَلَى الْإِسْلَامِ السَّلَامُ إِذْ قَدْ بُلِيَتِ الْأُمَّةُ بِرَاعٍ مِثْلِ يَزِيد!».
فقد تُوجَدُ هناك أهدافٌ أُخرَى ولكنَّ الإمام الحسين – وهُو صاحبُ البّصِيرةِ الثاقِبَةِ والهمّةِ العَاليةِ- ما كانَ يشتَغِلُ بالأهدافِ الساقِطَةِ الهابِطَةِ والدانِيَةِ، بل كانَ همّهُ الأهداف الكُبرَى وأهمّهَا «حفظُ الإسلامِ» ومبادئِه وقِيَمِهِ وتَعالِيمِهِ وأَهدَافِه.
يقول الإمام الحسين : «إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي» ، فأيُّ إصلاحٍ هذا الّذِي يَسعَى لَه ويَقصِدَهُ؟ هل هُو الإِصلاح الماديُّ المَعيشِيُّ الّذي لا يتجاوَزُ هذِه الحَيَاةِ الدّنيَا الزَائِلَةِ؟ أيْ الإصلاحِ الخاص بهذه الدُنيا وبالبدنِ وبالنواحِي المَاديّةِ للإنسانِ فقط؟ أو أنّه يُريدُ الإِصلاحَ الحَقيقِي الجَذرِي، وهُو «إِصلاحُ الدّينِ» الّذي أَفسَدَهُ الطُّغَاةُ .. بإزالةِ ومُقَارَعَةِ القِيَمِ الدَخَيلَةِ والمَبَادِئَ الأَرضَيَة والشّيطَانَيَةَ ؟!
نعم، هَكَذا كانَ يُريدُ الإِصلاحَ، إصلاحَ الجُذورِ والقاعِدَةِ الأَسَاس، لأنّهُ بَهذا الإِصلاحِ سوفَ تَستَقِيمُ بَقِيّةُ الأَمُورُ الّتي هِي فرعٌ لِذلَكَ الأَصلِ.