عدمُ القبولِ بالطُّغَاةِ
عدمُ القبولِ بالطُّغَاةِ وعدمُ الرِّضَا بالذُّلِ والخُنُوعِ، والاستجَابَةِ للنّدَاءِ الإِلهِي وتقديمُ كلِّ شـيءٍ مِن أَجلِ ذَلك «خذ يا رب حتى ترضى».
مدرسةُ عاشُورَاءَ، ومُقوّمَاتِ الفَتحِ الحُسَينِي.
وعندَمَا نُلاحظُ عاشُوراءَ نلاحظُ وجودَ الأركانِ الأساسيّةِ، ومُرتَكزَاتُ هذا الفتحِ:
فهناكَ قيادة ربانية إلهية وهو الإمام الحسين وقد أعلنها مدوية: «إِنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الْإِصْلَاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْـمَعْرُوفِ وَأَنْهَى عَنِ الْـمُنْكَرِ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ » وقد تقدّمت هَذِه القيادةُ وقدّمت مِن أَجلِ الهدفِ السًامِي :
قدّمت نفسهَا ورُوحَها وهو أغلَى ما عِندَهَا فداءً للإسلامِ ولدينِ اللهِ.
قدّمت أبناءهَا وإخوتَها وكلَّ عشيرَتَها.
قدّمت نساءها وأطفالَها ورضعَانَها.
وهذا هُو شِعارُ القياداتِ الرّبَانيّةِ قولاً وعملاً «إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي، يا سيوف خذيني» فالقيادَاتُ الرّبانيّةُ لا تَبخَلُ بشيءٍ مقابلَ الهدفِ الرّبانِي الإِلهِي وتكليفِ السّماءِ، والعملُ بما تفرضُهُ العبوديّةُ للهِ سبحانه وتعالى.
و هناكٌ أصحابٌ للإمامِ فِي عَاشُورَاءِ.
هَائِمُونَ فِي الله تعالى مُشتَاقُونَ للقائِه، فُقَهاءٌ زهّادٌ عُبادٌ قارئِي القرآن، مُحَافِظِون على الصّلَواتِ وسائِر العِبَاداتِ.
يَعيشُونَ الحُبَّ والعِشقَ لإِمامِهم وقِيادَتِهِم الذّائِبَةِ في الإِسلامِ، فكَانُوا فِي كَربَلاءَ يَتَساقَطُونَ أَمَامَهُ واحداً تُلو الآخرِ ذَوداً عَنهُ ودِفاعاً عَن حَريمِهِ، فَكانَت تِلكَ البُطُولاتِ الّتِي أَشرقَ التّاريخُ بِذكرِهَا وتَسطِيرِهَا.