كَيفَ تَحَققَ الفَتحُ الحُسَينِي؟
إِنّ هذَا الفَتحَ الّذِي حقّقَهُ الإِمامُ الحُسين كانَ يَرتَكِزُ عَلى عِدّةِ أُمُورٍ، لابُدَّ مِن تَوَفّرِهَا فِي كُلِّ زَمانٍ حتى يَتَحققَ مثلُ هذَا الفَتحُ:
القيادةُ الرّبَانَيّةِ: فلا بُدّ مِن وُجودِ قِيادَاتٍ ربانيّةٍ تقودُ مَسيرَةَ البَشريّةِ والثّورةِ، قياداتٌ فِكرُها إِلهِي وخُلُقُهَا إِلهِي وسَيرُها ربّانيّ، فالقيادةُ عصبٌ هامٌّ ورَكيزةٌ أساسيةٌ لتحقيقِ الفَتحِ الحُسينيّ.
أمّا أن تكونَ القياداتُ همُّهَا مكاسبَ آنيةً ودُنيَوِيّةً وماديةً فقط، فهي وبالٌ على البشريّةِ، وعلى الثوراتِ الإيمانيّةِ ولن تُحققَ شيئاً نافعاً للبشريّةِ وللمُجتمعِ الإيماني.
فالقياداتُ لا بُدَّ أن يكونَ شُغلَها الشاغِلَ وأهدافُها العامّةُ وتفصيلاتُ مَنهَجِهَا وعَملِها هو الدعوةُ للإسلامِ الأصيلِ والإيمانِ، والسيرُ على خُطى الأَنبياءِ والأئمّةِ الهُداةِ ﴿اهْدِنَا الصِّراطَ الْـمُسْتَقيمَ}.
الأًنصَارُ الإِلهيينَ: ولا بُدَّ مِن وُجودِ أنصارٍ وأصحابٍ ربّانيينَ يِعيشُونَ التّقوى والورع والهُدى، واجتنابِ الذنوبُ والمعاصِي والإنكبابُ على الدّنيا، فلا مَعنَى للثّورَةِ وتقديمِ التّضحياتِ منْ أجلِ إزاحةِ طاغوتٍ ظالمٍ ونحنُ نعيشُ الظّلمَ والطّغيانَ فِي وُجودِنا وفكرِنا وخُلُقنا وسُلوكِنا!
وهل سيُبارِكُ اللهُ لنا ونحنُ نعيشُ في وحل الذّنوبِ الآسِنِ ؟! أم هل سينصُرُنا اللهُ على العدوّ والظالِمِ ونحنُ مِثلُه فِي الظّلمِ والتّمرّدِ على اللهِ سبحانه وتعالى؟!
إنّ اللهَ تعالى لا يكتفِي بالمَظاهِر والقُشورِ، بل هُو يَنظُرُ إِلى الباطِنِ والظاهِرِ معاً، إِلى الأعمالِ والسرَائِرِ والنيّاتِ وما تَختَلِجَهُ النّفوسُ والضمائِرَ، فماذا نُريدُ وماذا نَطمَحُ له؟! هل نطلبُ الدّنيَا ومَتَاعَها ؟ أم نطلبُ رفعةَ الإِسلامِ بأداءِ التكاليفِ فِي كافّةِ منَاحِي الحياِة؟