الانْتِصَارَاتُ الآنِيّةُ والانْتِصَارَاتُ الحَقِيقِيّةِ
ما كانَ الإمامُ الحُسينُ يَنشُدُ نَصراً عَسكَرِياً آنيّاً فَحَسب، ومَا كانَت هِمّتَهُ مِن القِيَامِ والثّورةِ أنّه إن كانَت الظُّرُوفُ مساعدةً على الإِنتصَارِ فِي الحَربِ فَسَيثورُ وإِلا فَلَنْ يَتَحَرّك!
كلا، فالنّصرُ الآنِي ما كان مهماً لَهُ ، بل كانَ كُلُّ هَمّهِ أنْ يُحَقّقَ النّصْرَ الحَقِيقِي وهُو حِفظُ الإِسلامِ وإسقاطُ النّظَامَ الأُموي الطاغُوتِي، بل وكلُّ الأنظِمةِ الشّيطَانِيةِ فِي كلِّ زَمانٍ وفِي كلِّ مَكانٍ، والإمام حقّقَ هَذا الهَدفَ.
هذه مدرسةُ عاشوراء لكلِّ زمانٍ وفِي كلِّ مكانٍ، والّتِي تتجسدُ فِي أَتْبَاعِ الإِمامِ الحسين عندما يَرَونَ «الإِسلامَ الأَموي» أو «العباسي» أو «الإسلامَ الأمريكي» فإِنّهُم لَنْ يقفُوا مَكتُوفِي الأَيدِي، بل سيَقُومُونَ ويَثُورُونَ كمَا ثَارَ إِمامُهُم فِي يومِ العَاشِر وأسقَطَ عَرشَ الطّاغِيَةِ، وهكذا تَسقُطُ عُروشُ الطّغَاةُ، وبمثلِ هذه الثّورات الكَربَلائِيّةِ العَاشُورائيّةِ الحُسينيّةِ تُحفظ مبادئُ الإسلامِ وقِيَمِهِ وأَحكَامِهِ، كَمَا قاتلَ أبطالُ حِزبِ اللهِ أقزامَ الصهيونيّةِ فِي حربِ تموزَ بنفسٍ كربلائِيّ حُسينيّ وذلكَ مِن أَجلِ حِفظِ مبادئِ الإِسلامِ وقِيَمِهِ ومَبادِئِه وأَحكَامِه، وهكذا تحقَقَ الهَدفُ الّذِي نَشَدَهُ الإِمامُ الحسينُ.
و هكذا، وبعدَ مرورِ قرونٍ عديدةٍ فقد حُفظَ الإِسلامُ حتى وصَلَ إِلينَا ولم يُمحَ كما أَرادَ ذلك أعداءُ الإسلامِ وأعداءُ البشريّةِ، وبَقِيَتْ معالِمُ هذا الدّينِ، الدّينُ الخالدُ لكلِّ البشريةِ وبقيت أَعلامُه مُرفرِفَةً خفّاقةً للذينَ يُريدُونَ السَيرَ والتّكامَلَ والهُدى، ولنا فِي ثورةِ الجُمهُوريّة الإسلاميّة بقيادَةِ السيّدِ الإِمامِ الرّاحلِ أسوةٌ حسنةٌ فِي دحرِ الدكتاتوريّة والطُّغاةِ والمستكبرينَ، وكما قالَ السيّدُ الإِمامُ الرّاحلُ “إنّ كُلّ مَا لَدينَا مِن مُحرمٍ وعَاشُورَاء”
فبِدِمَاءِ يومِ عَاشُورَاء وبتضحياتِ الإِمامِ الحُسينِ وصَحبِه حُفظَ الإِسلامُ «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ» وهكذا، أصبَحَت ثورةُ عاشُوراءَ مشعلاً ومناراً للشّعُوبِ الّتِي تريدُ أنْ تتحرّرَ مِن الظّلمِ والطّغيَانِ والجَورِ.