الشّلل النفسي قد حلَّ بالأُمّةِ الإسلاميّة بشكلٍ واضحٍ وجليٍّ
فالأُمّةُ كانت على علمٍ بأنَّ الإمامَ علي هُو الأجدَرُ بالخلافَةِ بعد رسولِ الله ولا يوجدُ ريبٌ أو شكٌ عندَ أحدٍ من الأمّةِ في ذلك، حيث النصُّ الرّبانيُّ القُرآنيُّ والنبويُّ مضافاً للصفاتِ التي يتميّزُ بها على غيره، فالكُلُّ يَعلمُ بأنّه اللائقُ بالخِلافَةِ. ولكن عندما لم يعملوا بما يعلمون، وعندما تقدّمُ الأمّةُ المفضول على الفاضل فإنّ نتيجةَ كلِّ ذلك هو الإنحرافُ عَن الإسلامِ 25 عاماً والعيشُ في التيهِ والضّلالِ مدّةَ ذلك.
والأمّة كانت على علمٍ بأنَّ معاويةَ على باطلٍ، وأنَّ الإمام علي على حقٍّ، ولكن لم تقف الأُمّةُ وبالأخصِّ كثيرٌ من كبارِ الصحابةِ مع الإمام علي ، وكانت النّتِيْجةُ: تَمَّكُنَّ معاويةُ، وانجرّ الأمرُ إِلى أَنْ يَكُونَ خليفةً للمُسلِمِين في زمانِ الإمامِ الحَسنِ والأُمَّة تَعلمُ بَحقَّانَيِةِ الإمامِ الحَسنِ ، ولكنّ الأمَّة لم تَقِف معه فكانَ ما كان من تسلُّطِ الطليقِ وابن الطلقاءِ على رقابِ المسلمين.
وبَعدَ مُعاويَةُ جَاءت الانتكاسةُ العُظمَى عِندَمَا صَار يزيدُ خليفةٌ للمسلمين والأمّةُ تَعرفُ مَن هو يزيدٌ، ولكنّ الشَّلَلَ والتَخدِيرَ الذي تَعيشُهُ الأُمّةُ مَنعاها عن القِيام.