على طريق النصر 1
جدول المحتويات
الدول المتقدمة وكذلك التي عرضت عليها الثورات والتي تطالب ب الاصلاحات الجذرية والحقيقية أول ما تطالب به هو تبديل الدستور القديم ووضع دستور جديد يتناسب مع المرحلة الجديدة وتطلعات الشعب والأمة.
ولا يخفى عليكم أن دستور البحرين الذي وضع عام 1973 لا يلبي احتياجات المرحلة فهو قديم وقد مر على وضعه حدود 47 سنة ! وعليه فلابد من تبديله.
ولذلك أشار الكثير إلى أن المطلب الأول للشعب البحرين هو عملية تغيير دستور 1973 بدستور جديد يكتبه أبناء الشعب بأيديهم وإرادتهم وأي مطلب آخر كتغيير رئيس الوزراء أو تعديل الدوائر الانتخابية بل حتى تغيير شكل البرلمان الحالي و… كل ذلك لن ينفع ما دام الدستور هو الدستور القديم.
ولذلك لابد من الحذر عندما تأتي الفرصة وهي قادمة ليعطى الشعب حق كتابة دستوره بيده فلا تقدموا أي شخص ولا أي طرف بدون دقة بل قدموا من ترون بصيرته وإيمانه وتدينه وخبرته ورعايته لمصلحة شعبه.
المجلس الوطني البرلمان
يقول الشيخ (دام ظله): “أعقب ذلك مجلس وطني التشريع القوانين والمراقبة والاستجواب والوظائف الأخرى المختصة به، وكانت أولى جلساته في 16 ديسمبر 1973م ودورته المقررة 4 سنوات والتي لم تكتمل له”.
بعد وضع الدستور فإن غالبية الدول تعتمد على سلطات ثلاث: التشريعية والتنفيذية والقضائية.
في التشريعية / البرلمان هي الجهة التي تصدر القوانين وتراقب أداء السلطة التنفيذية وتستجوب الوزراء وتسألهم و…إلخ، والتنفيذية تنفذ القوانين، والقضائية تحاسب أي مقر من أبناء الشعب أو الحكومة.
وأول شيء ينبغي التوقف عنده أنه لم يسمح ل أبناء الشعب أن يكون لهم دور في السلطة التنفيذية وكأن الأمر محسوم في أن هذه العائلة هي صاحبة الحق في ذلك كله لا غير!! وهذه دكتاتورية لا يمكن القبول بها، فكما أن الشعب يذهب لصناديق الاقتراع الانتخاب النواب كذلك من حق الشعب أن ينتخب وزرائه، وما كثب في الدستور بأن نظام الحكم في البحرين وراثي لأن خليفة لابد أن يوضع تحت الأقدام.
وأما المجلس الوطني في البرلمان الذي أسس عام ۱۹۷۳ فمن الواضح أنه كان فقيدة من أول ولادته ومحدودة بالخطر الذي رسمته له السلطة وما كان إلا شكل برلمان اقتضت الظروف آنذاك أن تطرحه! فلما تمكنوا وزال الغرض منه، دفنوه في أول أشهره.
. وكأصحاب أطروحة إسلامية لا يمكن أن يكتفي بمثل هكذا برلمان يشرع قوانين قد تكون موافقة للشريعة وقد تكون مخالفة لها فلابد من وجود جهة تشرف على التشريعات الصادرة وتتأكد من مطابقته للشريعة وإن كانت ظروف النواب الإسلامية كالشيخ عيسى (دام ظله) والشيخ جمري (قدس سره) والشيخ الريس (قدس سره) لم تسمح لهم بطرح هذا الأمر، فالآن الظروف تسمح بالإصرار على ذلك.
أميرية منفردة أثناء عطلته
الصيفية العام 1975م بعدما فض دور الانعقاد الثاني من دورته الأولى، وصدر بذلك مرسوم بقانون برقم 14 لسنة 1975م. كان سبب الحل رفض في الجانب الشعبي للمجلس القانون أمن الدولة الجائر التي تقدمت به السلطة التنفيذية، ولم تسمح ظروف الخلاف على ذلك القانون للسلطة التنفيذية حتى بأن تسمح بانعقاد الجلسة المخصصة للتصويت عليه، كان الرفض قوية جدا وجدية، حيث علمت السلطة التنفيذية بإسقاطه، فكان أحسن لها ان لا تنعقد الجلسة فيتم التصويت على كان السبب حل المجلس رفض في الجانب الشعبي للمجلس لقانون أمن الدولة الجائر الإسقاط والرفض.
إن عقلية النظام من ذلك الزمان وإلى اليوم هي عقلية العائلة والقبيلة التي تفكر بلغة العبد والسيد فهم آل خليفة الأسياد وكل أبناء الشعب عبيد لهم.
وهذه العقلية القبلية المستعلية ما كانت لترضى بأن يناقضها أحد أو يرفض طلبها أي كائن، في قانون أمن الدولة إجرامي وقمعي وغير إنساني وهو وصمة عار على من يعمل به، ومع ذلك عندما امتنع المجلس الوطني عن تمريره والمصادقة عليه فبدل أن يرفض هذا القانون غير الإنساني كانت غطرستهم بحل البرلمان!!
وهذا يكشف لنا: أن سياسة هؤلاء قائمة من الأساس على القمع والبطش وإدارة البلد بطريقة بوليسية دموية! وما هذه البالونات والإعلانات كالبرلمان وحقوق الإنسان والتظلمات و… إلا لخداع كافة الناس بل والمجتمع الدولي ومن أجل التغطية على جرائمهم وبشاعة حكمهم!
نعم… هذا النظام وهذه العائلة لا ومن بشراكة حقيقية لأبناء هذا الشعب ولن تؤمن، فقد حل البرلمان وتم تأجيل انتخابات مجلس وطني بديل يقوم مقامه.. ولم يأت!!
وعليه: فقد تم إلغاء التجربة الديمقراطية وأي تمثيل شعبي إلى أجل غير مسمى وإرجاع المسألة. في تركيبة المجلس وقيودها إلى طائفة المراسيم الأميرية وحدها! فحصرت الإدارة التشريعية في إدارة الأمير يوم ذاك !! كما يقول الشيخ.
وهل سكت الشعب واستسلم؟ كلا يقول الشيخ دام ظله جاءت على أثر ذلك الانتفاضة الشعبية الأولى في 1996/12/17
انتفاضة 1994
يقول الشيخ (دام ظله): “أنتجت الانتفاضة التصديق على ميثاق العمل الوطني بتاريخ 14 فبراير 2001م قبل انفجار انتفاضة الكرامة لعام 1994 كانت هناك إرصاهات أدت إلى هذا الانفجار، فقد كانت هناك عريضة تم التوقيع عليها من قبل النخب من أجل إعادة الحياة النيابية والبرلمان وتلتها عريضة ثانية وقعت من أبناء الشعب، ومن جهة أخرى كان هناك اعتراض على المارثون الذي كان يقوم به الأجانب بصورة غير أخلاقية، وأيضا كان الحراك عند وزارة العمل للمطالبة بالوظائف و… إلخ، ومن ثم انفجرت الثورة في ديسمبر عام 1994 وسقط الشهيدان هاني خميس من السنابس وهاني الوسطي من جد حفص، ومن ثم ازداد الحراك واستمر حتى عام ۲۰۰۱.
إن تعب إذا أراد شيئا وقدم الغالي والنفيس من أجله وتحمل كل المعاناة في سبيل تحقيق هدفه فإن الله تعالى السيد الشعب بالنصر.
ولابد من الالتفات إلى نقطة هامة من حراك هذا الشعب وانتفاضاته المباركة، فإنه طالب بالبرلمان وإعادة الحياة النيابية وهذا المطلب قد تحقق بعد إصرار الشعب وعظيم تضحياته، نعم كان هناك خداع ومكر من قبل النظام ولو واصل الشعب المسيرة لما احتجنا إلى ثورة 2011م.
وعلى كل حال… فالذي أريد الإشارة إليه والذي لا ينبغي الغفلة عنه أن الشعب إذا أراد شيئا وقدم الغالي والنفيس من أجله وتحمل كل المعاناة في سبيل تحقيق هدفه فإن الله تعالى سيمد الشعب بالنصر ويعينه على تحقيق ما يأمل وعليه… فعندما طالبنا به إسقاط النظام ورحيل هذه العائلة الجائرة فهذا أمر سوف يحققه الشعب بإذن الله تعالى فلا بأس ولا وهن ولا استحالة في تحقيق هكذا مطلب.
فشعب البحرين لا يقل إن لم يزد فكرة وإرادة عن تلك الشعوب التي أسقطت عروش طغاتها فكما تمكنت تلك الشعوب من تقرير مصيرها فإن شعب البحرين قادر على تقرير مصيره إن شاء الله.
البرلمان ومجلس الشورى
يقول الشيخ (دام ظله): “ثم صدر مرسوم بقانون 15 لسنة 2020 بشأن مجلس الشورى المعين ومجلس النواب جهد ذلك المرسوم على أن يجير العملية النيابية ويحكم القبضة على ما تنتجه من قوانين ومواقف لصالح السلطة التنفيذية والارادة المنفردة التي أصدرت القانون بمرسوم نفسها، ويرجع كلها إلى الإرادة الملكية”. ومع أن حمد في مجلس السيد علوي الغريفي حلقة وأمام وسائل الإعلام وتعهده بل وتوقيعه بأن المرجعية ل دستور 1973 وأن مجلس الشورى للاستشارة فقط! لكن هذا الرجل لا يعرف الوفاء بالعهود ولا الالتزام بالمواثيق فجاء بدستور 2002 وجعل المجلس الشورى دورة فوق الاستشارة!!
ولك أن تتصور مجلسين: مجلس معين من قبل النظام أعضاؤه 40 ومجلس منتخب من قبل الشعب وأعضاؤه .4 فلو كان المجلس المنتخب من قبل الشعب كله من طيف واحد لما تمكن من عمل شيء مع وجود مجلس الشورى المعين !! هذا والحال أنه لم يتمكن الأخوة في الوفاق مع كل ما بذلوه أن يحصلوا حتى على 50٪ من المجلس المنتخب، ومع أنهم الغالبية لم يحصلوا حتى على رئاسة البرلمان..!!
ورحم الله الشيخ الجمري حافلة عند ما قال ليس هذا البرلمان الذي ناضل من أجله شعب البحرين فقد جاؤوا ب صورة برلمان وأفرغوه من كل معناه وجردوه من محتواه!! فلم ولن يفعل هذا البرلمان شيئأ والحال هو هذا الحال … !!
ومع أن الألم يعتصر القلوب على الوصول لمثل هكذا برلمان مشوه وخادع قياسا بما قدمناه: من شهداء وسجناء ومشردين وأعرض منتهكات… لكن لا أسف على كل ما تم تقديمه؛ لأن انتفاضة الكرامة ليس هذا عام 1994 كانت بداية زوال هذا النظام البرلمان الذي فالجمر تحت الرماد أخذ يزداد في سخونته اناضل من أجلها حتى ظهر من بعد مغيبه وهذه ثورة 2001 شعب البحرين تطالب ب إسقاط النظام لا مجرد برلمان فالسقف يرتفع مع مرور الزمان ومع غدر الشيخ الجمري ترش الطغاة اللئام فالأولى بهذا الشعب المظلوم أن يكون أكثر ثباتا وأقوى بأس وأصلب عودة فلا تهزه مثل هذه الاعتداءات
لا تراجع حتى تحقيق المطالب
يقول الشيخ (دام ظله) : ” استنزفت الانتفاضتنان 1994 / 2011 من نفوس الشعب وحرماته الدينية والسياسية والإنسانية الكريمة اوكل حقوقه المحترمة بما طال كل شيء من أرزاقه وغيرها ما ظل متصاعدة حتى اليوم، والتفصيل يرجع فيه للمصادر المعنية،
فصار أن لابد من وراء هذه الخلفية أن يزداد عزم المعارضة على مواصلة الانتفاضة كما كان العزم منذ الإبتداء ولكن بدرجة أشد عما كان عليه العزم، وذلك حتى يتحقق كامل المطالب العادلة ويعترف للشعب بموقعه الطبيعي، وباختصار في ادارة بلده.” هناك دماء نزفت وأرواح أزهقت ومساجد هدمت وشعائر حوصرت وأحكام الله تعالی بدلت…إلخ، وعلى تراب هذه الأرض داسوا على كرامة إنسان هذا الوطن… وما زال الجرح ينزف!
وإذا كان النظام في ظلمة ثابتة لا يتراجع وفي غيه متمادية لا يتنازل… فالأولى بهذا الشعب المظلوم أن يكون أكثر ثباتا وأقوى بأسا وأصلب عودة فلا تهزه مثل هذه الاعتداءات ولا ترهقه كثرة الجراحات ولا تهته تساقط الفراشات من خيرة أبنائه الزاهرات.
في النظام ومن خلال كل وسائل الظلم الذي يمارسه يريد أن يقتل الأمل في داخلنا ويسكن اليأس في نفوسنا ويشل إرادتنا ويطفأ حماستنا … ولكن المؤمن الذي توكل على ربه ولم يرعب من كيد طغاة زمانه يلتذ بمثل هذه الآهات ويأنس بالجراحات مادامت في سبيل الله تعالى ونصرة دينه وعزة شعبه وكرامة إنسانيته.
والنظام بظلمه وإن كسب المعركة ب جولة وساد لبرهة فإن المظلوم کاسب ل الدولة وسيادته ستدوم في أخر المعركة فظلم الظالم يقتل ويرتد عليه عكس، وكما يقول الإمام علي (عليه السلام)«من سل سيف البغي قتل به». وما على المظلوم إلا أن يصمد ويصبر وإن تكونوا تأوين فإن أون كما تألمون وتجون من آل لمالا جونه… والعاقبة للمظلومين! –
البرلمان ومجلس الشورى… وإذا اشتد ظلم الطغاة فلابد أن تشتد معارضة الناس فالمعركة عندما تشتد من طرف الأعداء ولا اشتداد من قبل المعتدى عليهم فإنه المعركة ستكون لصالح الطغاة قد لا تجزي للمرحلة الحالية.
موقع الشعب الطبيعي
وإذا اشتد ظلم الطغاة فلابد أن تشتد معارضة و الناس فالمعركة عندما تشتد من طرف الأعداء ولا اشتداد من قبل المعتدى عليهم فإنه المعركة لا تكون لصالح الطغاة قد لا تجزي للمرحلة الحالية. فلابد أن يكون الشعب هو مصدر كل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ولا معنى لتفرد السلطة بأي منها لوحدها فهذا زمان قد ولى ولا رجعة إليه.
وإذا كان الحديث قبل 2011 عن البرلمان ودوائره و..إلخ، فبعد 2011 لا معنى له لأنه كلام عن مرحلة قديمة لا تفي متطلبات المرحلة ولا تحكي عن قصة حق مغير لهذا الشعب في مشاركته في التشريع، أما الآن فلابد أن يكون الحديث عن استلام الشعب لكل السلطات لا مجرد السلطة التشريعية.
نعم.. لابد أن نمسك بزمام البلد ونأخذ به إلى التقدم ومواكبة الأمم ولابد ل الشعب أن يكون هو صاحب الارادة في إدارة البلد لا أنه يبقى غنيمة لهذه العائلة إلى الأبد!!
وأي حل دون تمكين الشعب وإعطائه حقه الطبيعي فهو حل قاصر ناقص أعوج لن يحقق هناء للشعب ولا أمنا لهذا الوطن وستأتي ثورة بعد ثورة حتى نصل إلى حق هذا الشعب في آخر الأمر.
فكفى مجازفات ومطالب فارغات وليكون الخيار واضحة وحازم أن يعترف للشعب بموقعه الطبيعي وباختصار في إدارة بلده… كما قال الشيخ (دام ظله).