على طريق النصر 2
جدول المحتويات
الإنتفاضة الثانية وبعض قضايا الأمة
سلب الحق السياسي للشعب
يقول الشيخ (دام ظله) : “للانتفاضتين – أعني الأولى والثانية – دافع واحد، سلب الحق السياسي للشعب وما ترتب على ذلك، والمترتب عليه
سلب كل الحقوق
يقول الإمام علي (عليه السلام) «لا حق فإن أغطيئا و إلا ركبنا أغار الإبل و إن طال الری » ؛ وقد طال سلب هذا الشعب من حقوقه، وديست على كرامته، وغرب في وطنه، وهو شعب أبي الضيم عالي الهام لا يركع لغير رب الأنام! .
ومن وطأت أقدام هذه العائلة المحتلة أرض هذه البلاد الطيبة، باحتلال غاشم ومكر خادع، فإن هذا «الشعب» لم يتوقف عن الاعتراض والثورة على ظلمهم، وسوف تستمر هذه الثورات حتى إخراجهم من هذه البلاد. .
وما أكثر ثورات وانتفاضات هذا الشعب، وكان أعظم تحرك هو ما حصل عام 1994م ومن ثم زادت عليه هذه الثورة العظيمة التي انفجرت عام 2011.
وسلب حق هذا الشعب السياسي وعدم إعطائه الحق في تقرير مصيره، وانفراد «السلطة» بإدارة البلد بالظلم والجور، مما أدى إلى تضاعف المظلوميات وضيق الحياة على أبناء البلاد… إلخ، فلم ولن يجد الشعب إلا خيار القيام.
وعليه فلا معنى للسكوت ولا مبرر له شرعأ ولا عقلا، ما دامت الحقوق مسلوبة وما دام الظالم مصرة على بغيه ومتوغلا في ضلاله وعازمة على استعباد شعبه… « فالموت في حياتكم مقهورين و الحياه في مؤكم قاهرين»
السلمية في الحراك
يقول الشيخ (دام ظله) : « أسلوب الانتفاضتين هو كذلك واحد، وهو أسلوب السلم وعلى ذلك الإستمرار،»..
هناك «هدف» يسعى المناضل والثائر الوصول إليه، والأسلوب المتبع يختلف بين الثوار والمناضلين: فهناك من يؤمن ب «الأسلوب السلمي» للوصول إلى الهدف، وهناك من يؤمن ب «العمل العسكري» للوصول إلى الهدف، والمهم: أن كل إنسان لابد أن يكون حراکه «شرعية» وتصرفه موافقأ للشريعة.
والشيخ (دام ظله) كان وما زال يؤمن ب «الحراك السلمي» فاجتهاده وتشخيصه أوصله إلى هذه القناعة، ومادام الشيخ زامل في قناعاته يستند إلى «مبرر شرعي» فلا يصح لأحد أن يصم أو يصف حراك الشيخ بالخاطئ، ويقصد أنه مخالف للشرع؟
وهل نعرف «الشرع» من غير الفقهاء ؟!
العسكري» مثلا، فحتى يكون حراكه شرعية أيضا ومبرئأ للذمة أمام الله تعالى، فلابد أن يأخذ الإذن الشرعي من أهله، وكما يقول الشيخ عیسی (دام ظله) كقاعدة عامة: «من التزم بالهدف الشرعي الذي يرضاه الله عز وجل وكان أصل تحركه شرعية وتصرفه موافق للشريعة فهو مظلوم مأجور، هذه لغة الدين الواضحة لا غيرها.».
عنف السلطة
يقول الشيخ (دام ظله): “أسلوب الانتفاضتين هو كذلك واحد، وهو أسلوب السلم وعلى ذلك * الإستمرار، وعنف السلطة التنفيذية يدفع لغير ذلك” مع «سلمية» الحراك الذي انطلق عام 2011 م، إلا أن الحكومة كانت تمارس أشد أنواع العنف، كما شاهدنا ذلك في أيام «الطوارئ» وما بعدها! فمن الطبيعي أن «الشعب» يفكر بأسلوب آخر يوقف جنون السلطة ما دامت السلطة لا تفقه لغة «السلم»، وهذا الذي حصل بعد الهجمة القمعية على «الدوار».
لا أقول أن الشيخ يدعو إلى ذلك، بل إنه يؤمن بالسلمية ولكنه يبين حقيقة ما حصل بعد ذلك من تداعيات؛ فإن كان هناك لوم على تصاعد نوعية الحراك وانتقاله من «السلمي» إلى شيء آخر، فاللوم على النظام لا الشعب.
السياسة الطائفية
يقول الشيخ (دام ظله): وكذلك السياسة الطائفية فيما تستهدفه من تمزيق المجتمع واحداث الصراع بين مكوناته.»
بعد قيام الثورة عام 2011، وحضور أطياف الشعب في «میدان الشهداء» من شيعة وسنة؛ فإن النظام | بخبثه أراد أن يجعل الثورة طائفية ودوافعها مذهبية، وكأنها ثورة من الشيعة على أهل السنة!! وهكذا أوهم «السنة» ودعاهم لتجمع «الفاتح» وكأن المشكلة طائفية لا أن المشكلة سياسية حقوقية !!
وللأسف، انجر البعض خبثا أو حماقة وراء هذه الأكذوبة، حتى شقوا الصف ومزقوا النسيج البحريني المتلائم! وقد غرروا بهم، ولم يكتشفوا ألعوبة النظام إلا بعد أن رموهم ولم يفوا لهم بالوعود… ولات حين مناص!!
وهذا النظام الأرعن لا يعرف دينا ولا شيعة ولا سنة، فهو لا يعرف إلا الغطرسة وأنه السيد وبقية الناس عبيد ولذلك نجد أن هذا النظام لا يثق بـ «السنة» حتى جاء «بالمرتزقة» من كل مكان وقدمهم حتى على أبناء «السنة» فهل من معتبر؟!
الإصلاح وإزالة الظلم…. يقول الشيخ (دام ظله) « والمسلم معني بإزالة » الظلم ولو في امريكا، ولو في الصين ولو في
روسيا ولو في أي مكان، وكلمة النصح والهدي إلى الحق والتذكير بالله وبقيمة الإنسان هو الطريق الأول لإصلاح الأرض ورفع ما يغمرها من ظلم.». هذا الخطاب هو امتداد لخطاب الإمام الراحل نرسم الذي دعي إلى نصرة المحرومين والمظلومين في كل مكان، وهو امتداد الخطاب ولي أمر المسلمين دام ظله الذي دعى إلى نشر «الحضارة الإسلامية» في كل المعمورة وإزالة الظلم عن كاهل الإنسانية بسبب هيمنة الحضارة الغربية، ويأتي ابن قاسم خام ظله ليجعل القطار على السكة: فالمسلم مسؤول، ومسؤوليته عظيمة وشاملة لكل من على البسيطة.
نعم، في «الاستكبار العالمي» أراد أن يقول للمسلمين: نحن فلتكن همت عالي، فمضافا للتفكير بمحرويتنا ومظلوميتنا ووجوب القيام على طغاتنا، علينا أن نفكر بمظلومية بقية الشعوب أوصياء عليكم وليس لكم الحق في أن تتجاوزوا حدودكم… اشتغلوا ببلدانكم ولا شأن لكم بغيركم!! وأما الاسلام فيقول: إن تكليف إزالة الظلم شامل، ومكافحة الفساد غير محدود ببلدك، والتذكير بالله تعالى ونشر تشريعاته وحاکميته و… إلخ من المسؤلات العظيمة الحلقات على عواتقنا.
وعليه: فلتكن همتنا عالية، فمضافة للتفكير بمحروميتنا ومظلوميتنا ووجوب القيام على طغاتنا، علينا أن نفكر بمظلومية بقية الشعوب فالقيام على كل الطغاة في كل مكان، وعلى رأسهم الأمريكان.
المعارضة ومسؤوليتها
« والمعارضة اليوم يلزم أن ترى نفسها مسؤولة عن الاحتفاظ بالهدف الذي انطلقت من أجله الانتفاضتان معا الهدف يبقى هو الهدف، وهو هدف كبير، والإصلاح فيه هو الإصلاح الذي أراده الله سبحانه وتعالى على هذه الأرض من خلال تاكتبه ورسالاته ورسله وأنبياءه.
حينما نقول الإصلاح، فنحن نعني الإصلاح الذي لا يبقي ظلمأ ولا جاهلية ولا فسادا في الأرض، والشعار دائمآهو شعار الأنبياء والمرسلين الإصلاح». لا قدسية لأي معارضة ما لم يكن «هدفها» مقدسة، وطريقها للوصول إليه نظيفة، ومبدؤها في القيام والحراك إلهية؛ يقول تعالى:« قل إنما أعظم والجدير أن تقوموا لله مثنى وفرادی » فالقيام والحراك لله تعالى وامتثال أمره، لا أن الدافع والمحرك هو حب النفس والأنا والأغراض الحزبية! والطريق لابد أن يكون «شرعية» فالغاية لا تبرر الوسيلة! والهدف والغاية لابد أن تكون مقدسة وربانية وفيها رفعة الإنسان ونصرة دين السماء.
في «الهدف» لابد أن يكون واضحة لا غشاوة عليه ولا ضبابية تعتريه؛ حتى لا تفقد البوصلة اتجاهها وتنحرف عن مسارها! إنه هدف «الإصلاح» الذي أراده الله تعالى على هذه الأرض وقد بين هذا الهدف من خلال شرايع السماء وبيانات للأنبياء * والأوصياء والفقهاء.
وأي «معارضة» تدعو إلى العلمانية وتدير ظهرها عن «الدين» وترفض شريعة سيد المرسلين ، لابد أن رفض، ويحرم أن بجل أو قدم أو دعم!
فلا قيمة ل «معارضة» هكذا نهجها، ولا قيمة ل «معارضة» إذا كان هذا منهجها… وماذا بعد الحق إلا الله .
للأسف، ففي هذا البلد، بلد الإسلام والإيمان . يكثر فيه من يعارض الإسلام ويرفض حكومة الإسلام: من مثقفين وسياسيين وحقوقيين، بل ومن معممين!! ولكن وعي هذا الشعب . وشدة يقينه بإسلامه، وتجدر الإيمان في وجدانه، سوف يرفض مثل هذه العينات، ولن يعيرها أي اهتمام، فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والحق لا يعرف بالرجال!!
فالإسلام يعلو ولا يعلى عليه، والحق لا يعرف بالرجال!!
حقيقة الإصلاح
يقول الشيخ (دام ظله) « حينما نقول الإصلاح، فنحن نعني الإصلاح الذي لا يبقي ظلماً ولا جاهلية ولا فسادا في الأرض، والشعار دائماً هوا شعار الأنبياء والمرسلين الإصلاح» » يقول الإمام الحسين ل: « إلي لم أخرج أشرا ولا بطرة، ولا مفسدة، ولا ظالما، وإنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جي محبي صلى الله عليه و آله…
في «الإصلاح» الحق لا يبقي ظلمة، وأي إصلاح يجذر الظلم ويمكنه هو إصلاح کاذب، كما ادعوه بـ «زمن الإصلاح» الذي أفسد «حمد» البلاد والعباد أي إفساد!! نعم إنه «عهد زاهر» بالفساد والآثام وظلم العباد وسجن الشبان و… فلعنة الله على هكذا إصلاح!!
إصلاح يدعى والبلاد من فساد إلى ما هو أكثر فسادة، ومن ظلام إلى ما هو أكثر ظلمة، كل ذلك لأن الشعار المرفوع ليس هو شعار الأنبياء، بل هو شعار الطغاة كما قاله فرعون ويقوله اليوم هؤلاء البغاة و قد أفلح اليوم من اشتغلي ..
وهكذا الحال مع من يريد أن يكون «معارضة»، فما لم يكن متدينة ومؤمنة بخط الأنبياء : فكرة وأخلاقا وسلوكا فلا يمكنه أن يقوم بالإصلاح وما يتصوره إصلاحا قد يكون إفساد !! يقول تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافي ژون به، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون فالذي يعيش الفساد والاعوجاج بفكره العلماني، وسلوكه غير الإسلامي، لا يمكن أن يكون داعية ب «الإصلاح»، بل لن يكون داعية إلا للفساد والإضلال وهذا هو حال بعض من معارضي هذا البلد وجماعاتهم وأحزابهم!
وعليه: فلابد أن نكون دقيقين وحازمين، فلا نسير خلف كل مدعي ل «المعارضة» ولا نصفق خلف أي «ثائر» على السلطة؛ لأنه قد يكون هو «الوجه الثاني» للنظام في ظلمه وفساده واستعباد شعبه، إن لم يكن صالحة في فكره وأخلاقه وسلوكه، ولم يكن متدين كمال التدين!!
المعارضة ومصالح الشعب
يقول الشيخ (دام ظله) « أن تتغلب المعارضة على أسباب الشقاق والعداء وأن يشرق بعضها ويغرب بعض، وإن اختلف الرأي في بعض الأمور، وأن تتقي الله – أقصد المعارضة في الشعب ومصلحته في التخلي عن النزاع. ». إن «الاختلاف في وجهات النظر أمر لا يمكن منعه، ومجرد الاختلاف» لا يسبب كارثة على الشعب، وإنما المشكلة في «الخلاف» العملي والتنازع بين الأطراف، وما يؤدي إلى التراشق بالألفاظ والتسقيط والتوهین…
فلا ينبغي التحسس من «الاختلاف» في وجهات النظر: بل اجلسوا وتناقشوا واعرضوا الآراء وتأملوا فيها، وانقدوها بعلمية، واستدلوا على ما تؤمنون به . وقدموا البراهين على ما ترفضونه….
وعلى كل حال: التزموا ب «المعايير العلمية» من جهة، والتزموا با المعايير الأخلاقية» من جهة ثانية.
ولا ينبغي أن يؤدي مثل هكذا «اختلاف» إلى الشقاق والعداوة والاحتراب في الصف المؤمن الواحد؛ فقوتنا في «الوحدة» و«الفرقة» ضعف لكل الأطراف، والرابح هو النظام وأسياده……..
والمعارضة وأقطابها عليهما واجب كبير وثقيل في لم الشعب وعدم السماح بتمزقه؛ فهم أباء هذا الشعب وهم ځماته وكفى ما يعانيه هذا الشعب من جور طغاته، فلا تثقله بجراحاتي داخل صفه!
نعم، مع كل ذلك، لا يعني أن «الشعب» يساوي بين كل المعارضين وكل المؤسسات من جمعيات وأحزاب، بحجة حفظ الصف وعدم الاختلاف! بل لابد أن يشخص الناس من هو الأكفأ وما هي الجهة التي لابد أن نقف معها بعد أن ثبت صدقها وعقلانيتها وأنها من تحمل آمال الشعب والأمة….
ولكن، بعد أن تؤمن بجهة، احذر أن يكون ذلك سببه للهجوم على الجهات الأخرى بقصد إبقاع الشقاق، بل الواجب المحافظة على الوحدة والأخوة والمحبة قدر الإمكان، حتى لو اختلفت الأفكار والمواقف! | وتحقيق ذلك صعب، ولكنه ممكن.
والله المستعان!!