على طريق النصر 3
جدول المحتويات
- الانتصار في معركة النفس
- الانتصار للدين وقيمه
- العقل والاصلاح والعدل
- الحرية الحقيقية
- الأخوة الإسلامية المستهدفة!
- طريق النصر محفوفة بالصعاب!
- الشهداء والتكليف الشرعي!
- الحركات الإصلاحية والطاغوتية
- خسائر لابد منها!!
- هذا ما فرضه الظالمون على أهل الأرض
- وما هذا الطريق إلى هذا النصر ؟
- قاعدة الإيمان الحق بالله
- هل تكفي النية ؟!
- هدى الله
- نصر من العبد ونصر من الله
- كمال الإتصال بالله والثقة به
الانتصار في معركة النفس
يقول الشيخ (دام ظله) : « النصر المطلوب، والهدف الذي تنتهي إليه كل الأهداف التفصيلية المنبثقة * منه، هو انتصار يبدأ من امتلاك النفس والإنتصار عليها، ويحقق الانتصار للقيم العليا الفطرية والدينية »
إن الانتصارات متعددة ومتنوعة، ولكن أول انتصار وأهمها: هو الانتصار الذي يحصل في داخل الذات وجہاد النفس المعبر عنه ب (الجهاد الأكبر)؛ حيث تتصارع على أرض معركة النفس جنود العقل وجنود الجهل، وتشتد المعركة وتستمر الحرب، ولابد من الانتصار وجعل النفس والقلب الجنود الله تعالی.
يروى أن النبي محمد بعث بسرية، فلما رجعت قال لهم: « مرحبأ بقوم قضوا الجهاد الأصغر و بقي لهم الجهاد الأكبر فقيل يا رسول الله ما الجهاد الأكبر قال جهاد النفس.»؛ فمن ينتصر في الجهاد الأكبر فهو منتصر في كل الجهات، وأما من .. وسائل الشيعة أسلم قيادة نفسه وقلبه للشيطان وللشهوات فهو منهزم ولو سطر الملاحم في الجهاد الأصغر!!
وهكذا أحبتي، ففي الوقت الذي نجاهد هذا النظام ونقارعه ولا ننحني إليه، لابد أن نكون مع أنفسنا مجاهدين وعن الدنيا زاهدين، وللنفس الأمارة معاندين، وللشهوات مستغلين؛ فلن نقدر على الصمود والصبر والاستقامة في (جهادنا الأصغر) ضد هؤلاء الظلمة، إلا إذا كنا مجاهدين لأنفسنا ومنتصرين في (الجهاد الأكبر).
والجهاد الأصغر والمعركة مع هذا النظام سوف تنتهي، وسننتصر عليه قريبا بإذن الله تعالى، ولكن (الجهاد الأكبر) لن يتوقف حتى نرحل عن هذه الدنيا، فاليوم (جهاد للنفس) في مرحلة البلاء، وغدا بعد الانتصار جهاد النفس في مرحلة الرخاء، وكم الذين ثبتوا أيام الشدة ولكتهم سقطوا أيام الرخاء!! كل ذلك بسبب عدم مراقبة النفس من خطر المنزلقات وإغواءات الشيطان والافتتان بالدنيا والحطام!! .
الانتصار للدين وقيمه
يقول الشيخ (دام ظله): « ويحقق الانتصار للقيم العليا الفطرية والدينية، ويحق الحق ويبطل * الباطل في ساحة الحياة بكل ما لساحة الحياة من ساعة وامتداد، وكل ما لساحة الحياة من حيثيات وجنبات وأبعاد.» إن (النصر) الذي تطلبه هو نصر للقيم الفطرية التي جاءت في الشرائع السماوية، هو نصر للدين وارجاعه للحياة بعد إقصائه عن السياسة سنين! ومن يحقق مطلب ويحصل على مكسب يتعارض مع (الفطرة) أو يتقاطع مع (الدين) فليس هذا بنصر ولا هو بمطلوب لنا كي نتعب أنفسنا من أجله!
وقد زلت أقدام وانحرفت أحزاب وجمعيا، حين نادت بغير الدين ولهثت وراء سراب الغرب وأطروحاتهم الفكرية وسلوكياتهم الشاذة ودولتهم العلمانية والمدنية!!
في (الدين) وأحكامه الفطرية هو القادر على حفظ الأوطان والرقي بالشعوب والأخذ بها إلى بر الأمان، ف دين التوحيد) هو الحافظ المصالح حياة المجتمع البشري، فهو الدين القيم يقول تعالى: وأقم وجهك إلين حيفا فطرت الله التي فطر الناس علها لا تبديل لخلق الله ذلك آلي القيم في (الإسلام) وقيمه وأحكامه هي التي نسعى لتحقيقها ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ! ومن يكون (معارض) ولا يريد الإسلام، فليذهب إلى سبيله ولن يقبله الشعب المتدين المسلم، لأنه ب (غير الإسلام) سيفسد العباد والبلاد، ولن نهنأ لا في الدنيا ولا بعد الممات !!
العقل والاصلاح والعدل
يقول الشيخ (دام ظله): « نصر للعقل على الجهل، للإصلاح على الفساد والإفساد، وللعدل على الظلم، وللحرية الحقيقية النظيفة -وأنا أفرق بين حريتين، حرية نظيفة وحرية قذرة ساقطة هي حرية الشهوات والانفلات الشهوي-، على الاستعداد والاجتماع على الفرقة وأخوة المجتمع على التمزق. ».
في الحديث « العقل ما عبد به الرحمن و اكتب به الجنان» ۱، فالذي لا يكون (عقله) آخذة به إلى الجنة فهو إنسان لا عقل له وإن كان ذكيا وفطنة وداهية، كما كان حال (عمرو بن العاص) الذي كان يعتبر من دهاة العرب، فهو يعد من الجهال لا من العقلاء، لأن ما عنده جره إلى عبادة الشيطان والدخول إلى النار! وهكذا هو حال كثير من الناس ممن يعد من العقلاء!!
وعندما يكون هناك سعي ل. (الاصلاح)، فلا نعني به جزءا من الإصلاح: كإصلاح الجانب المادي من الناس، بتوفير السكن لهم والعمل والصحة والتعليم و… فقط، بل لابد أن يشمل (الإصلاح المعنوي) أيضأ، فلا يسمح لمراكز الفساد ولا إلى (ربيع السخافة) ولا إلى السينما الساقطة ولا إلى الشواطئ المبتذلة ولا…، إنه إصلاح مطلق مقابل كل فساد!
و (العدل) لابد أن يشمل كل جنبات الحياة وكل الأفراد؛ وسواء كان الحاكم أم المحكوم، الفقير أم الغني؛ فالعدل أساس يبنی عليه كل بناء!
الحرية الحقيقية
يقول الشيخ (دام ظله) :: « وللحرية الحقيقية النظيفة -وأنا أفرق بين حريتين، حرية نظيفة وحرية * قذرة ساقطة هي حرية الشهوات والانفلات الشهوي- …. إن الإنسان خلق حرة، ولا يمكن أن يكون عبدا ل (غير الله تعالى)؛ فلا عبودية للشهوات ولا عبودية للطغاة، ولا عبودية للنفس وحب الأنا…، بل (عبودية واحدة) لله تعالى، وبهذه العبودية تتحقق الحرية الحقيقية.
والحضارة الغربية عندما تدعو للحرية، هي تدعو للتحرر من عبودية الله تعالى، التحرر من الفضائل، التحرر من الإنسانية، التحرر من القيم… وتدعو للدخول في أسر وعبودية الشيطان ومتابعة الأهواء والارتماء في الرذائل واكتساب الأثام!!
فلا (حرية مطلقة في الحياة وعلى الشعوب والأفراد أن يختاروا أي (حرية) وأي (عبودية)! وهذا الشعب لن يختار إلا ال (عبودية لله تعالی) فيكون حرة من تلك الأنداد، فيحظى ب (الحياة الطيبة) في الدنيا، وب (الجنة) بعد الممات.
فلا تصغوا ل (عبيد الشهوات) في هذه الأيام الذين يدعون إن الإنسان خلق حراً ولا يمكن أن يكون عبدا ل (غير الله تعالى)؛ فلا عبودية للشهوات ولاعبودية للطغاة للتحلل والابتذال والخضوع للشهوات وفضول الدنيا والحطام، بحجة الدعوة ل (الحرية) التي سلبها الإسلام!! فهؤلاء ضلوا وضاعوا وابتلوا بالآثام، ويريدون أن يبلوا غيرهم ويقودونهم للضلال والضياع !!
وهذا النظام الفاسد قد أسر الشباب في السجون، بل أسر كل طاقات أبناء هذا الشعب: أسر العقول والأنفس والفعاليات! ولن يقدر الشعب على أن يرتقي ويصل إلى الكمال إلا بتفجير طاقاته الكامنة، وهذا لا يمكن إلا بالتحرر عن أسر هذا النظام وتكسير الأغلال والسلاسل التي وضعها على أبناء هذا الشعب… فكل الشعب في سجن هذا النظام، وتحرره بإسقاط النظام.
الأخوة الإسلامية المستهدفة!
يقول الشيخ (دام ظله) : « إنه النصر الذي يوفر الكرامة للمجتمع، النصر البعيد عن الثارات الجاهلية، النصر الذي يزيد من الأخوة الإسلامية والإيمانية المستهدفة اليوم كل الإستهداف في وطننا وفي کل جنبة من جنبات الوطن الكبير لهذه الأمة. ». إن (الاستكبار العالمي) وفي مقدمته بريطانيا وأمريكا، ولكي يحكموا قبضتهم على العالم الإسلامي ويستولوا على كل مقدرات الأمة الإسلامية، فإنهم عملوا على إيجاد الخلافات الطائفية بين الشيعة والسنة، حتى سالت دماء برئية ودمرت أوطان وانتهكت حرمات! وانظر إلى (العراق) لترى المآسي الدموية التي ما زالت تنزف كأثار للطائفية.
وفي البحرين طبقت مثل هذه السياسة الطائفية الخبيثة، وظهرت بأبشع صورها في أيام الدوار عندما جندوا مرتزقتهم في (الفاتح) لإثارة مثل هكذا فتنه! وللأسف، فإن سياسة البلد قائمة على الطائفية منذ أن وطأت أقدام آل خليفة هذه الديار للقضاء على الطائفة الشيعية!
ومما يؤسف له، أن بعض الذين لا يملكون وعياً ولا بصيرة في داخل الصفوف الشعبية، تراهم ينفذون أجندة طائفية، ويسكبون زيت الفتن لإلهاب الأحقاد الدفينة والصراعات الطائفية!
في (الوحدة) عنصر قوة للكل، للشيعة والسنة، والاختلاف والاحتراب ضعف للجميع والمنتصر هو بريطانيا وأمريكا! فلابد من العمل في المشتركات وما أكثرها، مخصوصا في الأمور الاجتماعية والسياسية، وأما القضايا العقائدية والفكرية والفقهية، فليجلس أهل الاختصاص في غرف علمية ويناقشوا ما بدا لهم، من غير ضوضاء ولا ضغينة. وهكذا ستسمو كل الأمة الإسلامية وتكون قائدة لمسيرة الإنسانية واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ها ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وعلى رغم كل الجراحات التي حصلت جراء السياسات الطائفية، نبقى نحن (أم الولد) على هذا الوطن والحماة لأبنائه السنة والشيعة.
طريق النصر محفوفة بالصعاب!
يقول الشيخ (دام ظله) : (وطريق النصر محفوف بالصعاب، وقد يطول ويطول، ولا يسلكه إلا الصابرون ممن لهم عزم شديد من عزم الأنبياء والأولياء، ولا شيء كالإيمان فيما ينتجه من ملكة الصبر والعزم الشديد.). إله طريق ذات الشوكة والمواجهة والتضحية وبذل المهج.. إلخ، طريق كله أشواك، جراح أهات…! وهو شديد في بلائه، طويل في مدته وزمان حروبه! فمقارعة الطغاة تطول وتطول، ولن ينتصر إلا صاحب النفس الطويل والعزم الشديد.
حدود 300 عام، إلا أنه ما زال ينشد النصر على طريق النصر وقوى العزم، ولم ينكسر أمام جبروت الظلم ولم يرعد من شدة سطوته وإن تكونوا تأتمون فإنه يألون كما تأوين و تجون من الله ما لا يجون.
وسنة الله في أرضه ووعده لعباده أنه سيجعل الأرض لهم والخلافة لأهل طاعته وسوف يمحق الطغاة بأقدام الأولياء، و تريد أن تمن على الذين استضعفوا في الأرض و تجعلهم أئمة و تجعله الوارثين .
وهذا الوعد الرباني متوقف على نصرة إن هذا النظام المؤمنين لدينه وثباتهم على شريعته و إن رحمة لأبناء هذا طغاتها: بکهولها وشبابها وأطفالها، بل وحتى انسانها ؟!
الشعب لأنه فثقوا ب (وعد الله ونصره، ولا يدخل في ليس من هذا نفوسكم أي ضعف ووهن، فأنتم الأعلون إن کنتم مؤمنين، والعاقبة للمتقين نظام قمعي دموي!! يقول الشيخ(دام ظله) : «طبيعة الانتفاضة في البحرين ما كانت لتسمح شرعا ولا قانونأ لولا العنف الظالم الذي تواجه به من * اقبل السلطة التنفيذية آن يسقط ولو شھيد واحد، ذلك السلميتها وعقلانيتها وحكمتها ونداءاتها المستمرة بالرجوع إلى العقل والدين والضمير الإنساني ومقررات القانون والدساتير العالمية.»
إن هذا النظام الأرعن لا يفقه إلا لغة البطش والتنكيل بالمظلومين، ولا توجد في قلبه رحمة لأبناء هذا الشعب لأنه ليس من هذا الوطن، فهو محتل غاشم! وهو متخلي عن كل معاني الإنسانية، ودستوره و قد أفلح اليوم من استغلی والمرء ليعجب من هذا النظام عندما يمارس دور (العمل) الوديع، وأنه المستعدی عليه والمظلوم من فعال هذا الشعب
الشيعي!! سلب قوت الشعب، ثم يرجع له شيئا من الفتات، ثم يعيره بما أعطاه (على نفقة الدولة)!! وكأن المال ماله!
نعم، مع ظلم وسرقة حكام الخليج، ولكن لم يبتل شعب كشعب البحرين من مثل هكذا (عائلة): ظالمة وبخيلة وسارقة و… إلخ، نعم، خسة في الطباع يرجع إلى أصلهم حيث كانوا قطاع طرق وراق! وظلم متوغل، ويكفي أنهم قد احتلوا هذا الوطن وسرقوا الخيرات…
فلا (عقل) ولا (دین) ولا التزام ب (مواثيق)، ولا نداء (ضمیر).. كل ذلك اجتمع مع هذا اللقيط) النظام! فهل يمكن التعايش معه، وهل تؤمن غوائله ؟!
أحبتي، منذ ۳۰۰ عام لم يتمكن هذا الشعب الأصيل أن يتعايش مع هذا النظام اللقيط، فلم يريد البعض أن يوهم الشعب بإمكانية بقائه والتعايش معه، وهل عاش الذئب مع ضحيته بسلام!! نعم، إنه لا حل إلا بأن يرحلوا كما جاؤوا، وهم ما جاؤوا إلا ب (السیف) والسلاح، ولن يخرجهم إلا كما جاؤوا و من سل سيف البغي قتل.
الشهداء والتكليف الشرعي!
يقول الشيخ (دام ظله): (لكن ما حكم الشهادة والحال هو هذا الحال؟ الآن سقط شهداء كثيرون، ويسقط * شهداء، ما هو الحكم؟ | من ألتزم بالهدف الشرعي الذي يرضاه الله عزوجل وكان أصل تحركه شرعياً وتصرفه موافق للشريعة فهو مظلوم مأجور، هذه لغة الدين الواضحة لا غيرها.). | قبل اندلاع ثورة 14 فبراير 2011، ومن أجل أن يكون الحراك شرعية)، خصوصا مع احتمال سقوط الشهداء وهتك الأعراض وسجن الأحرار و… إلخ، فقد قمنا ب (استفتاء) الفقهاء والمراجع من أجل أخذ (الإذن الشرعي في الثورة، وقد حصلنا على ذلك، وكان د (فتوی) آية الله محسن الأراكي دام ظله الصدى الواسع والانتشار في القرى قبل الثورة بعدة أيام، وعليه فلا يشكك أخذ في شرعية هذه الثورة.
وهذه الثورة) ما حصلت إلآ لأجل دين الله تعالى ونصرة المظلومين في هذه الأرض، ولأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و…، وهذه أهداف ربانية قمنا من أجل تحقيقها.
والطريق الذي خطوناه، والمنهج الذي سلكناه، هو على طبق دین الله تعالى وفيه التزام ب (فتوى) الفقهاء، منذ أن كان الحراك سلمية) إلى الآن، ومرجعيتنا في كل ذلك إلى اليوم هي لولي أمر المسلمين خام ظله.
وهذه (لغة الدين التي لابد أن ننطلق منها، ونستمر عليها، بأن يكون (الهدف) شرعية، و (أصل التحرك شرعية، و (الطريق) شرعية، فقيام لله تعالى وامتثال أمره والتزام بالشريعة في العمل، والهدف أن تكون كلمة الله تعالى هي العليا بنصرة دينه.
وكان لابد من إعطاء القرابين لتحقيق هذه الأهداف الربانية، فلم تبخل هذه الأرض من تقديم (الشہداء) العظام الذين رؤوا بدمائهم هذه الثورة، والتي سوف تستمر حتى إقامة الحكومة الإسلامية فسلام الله على شهدائها الأبرار.
الحركات الإصلاحية والطاغوتية
يقول الشيخ (دام ظله) : «ويجب أن نعلم أيضأ، بأن الحركات الاصلاحية التغييرية بصورتها العامة | ودرجاتها المتفاوتة، من حركات الأنبياء والأوصياء ومن دونهم من الصالحين، وهي دائما من أجل الحق، وصالح الإنسانية والفلاح والصلاح، وكذلك هي حركات الطغاة والجبابرة والمفسدين وراءها – كل هذه الحركات – تترتب عليها متاعب وتوترات وتضحيات وخسائر في النفوس والأموال والبنى التحتية وهذا أمر يفرضه الظالم على المظلوم… ».
وخط الانبياء – القائم على الإصلاح – فيه جراح ومعاناة، وفيه خسائر وتضحيات ف (الطغاة والظلمة لا يقبلون بالصلاح طوعاً إن (سنة التغيير) هي أساس قامت عليه كل الحركات الإصلاحية، وبالأخص حركة الأنبياء لا حيث جاؤوا إلى واقع فاسد فغيروه ودعوا للصلاح ونبذ الفساد، فلم يؤمن الأنبياء لا بسياسة الأمر الواقع وأنه لا يمكن التغيير ولا تبديل الأوضاع الفاسدة إلى صالحة!! فهذا طرح يناقض القرآن الذي يقرر إمكانية التغيير وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ويتقاطع طرح الاستسلاميين مع فعل الأنبياء ع وحركاتهم الإصلاحية.
في (الشعوب) تقدر على تغيير واقعها وتخرج من سطوة طغاتها، ولكن لابد لها ولكي تغير واقعها الخارجي) أولا: أن تغير واقعها الداخلي)… وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فلابد من تغيير روحية الانهزام وتبديل النفسية بأن لا تخضع إلا لرب الأنام، ولا تخشى إلا الله تعالی و…، فإذا تغير المحتوى الداخلي) للناس فسوف يتغير واقعهم الخارجي بإذن الله تعالی.
وخط الأنبياء لا . القائم على الإصلاح . فيه جراح ومعاناة، وفيه خسائر وتضحيات ف (الطغاة والظلمة) لا يقبلون بالصلاح طوعة، ولا يعطون البلاد ومقدراتها سلما…، فلابد من مواجهة ولابد من منابذة ولابد من حرب وقتال، وكل ما يحصل من فساد فہو من جريمة الظالمين في الأرض وعلوهم على العباد.
فهل عرض عن (الإصلاح) بحجة أن فيه جراح ؟! كلا، لأنه مع إخلاء الساحة للطغاة الظلمة فسوف يشقى الإنسان كل الإنسان، وتسقط قيمة الحياة، ويضيع هدفها فتخسر (طيبة الحياة) والسعادة بعد الممات؟
فإذا كان هناك (ظلمة) فلا يعني أن هناك (استسلام)، بل هناك (جهاد) يذيقهم ذلا وهوانا، فيقضي على الكفر والظلم والفساد، وتكون الحكومة ل (الكرام على اللئام! ومن يرفض الجهاد يعيش مضطهدة من قبل اللئام.. «إذا فسد الزمان ساد اللئام، وإذا ساد اللئام اضطهد الكرام»..
خسائر لابد منها!!
يقول الشيخ (دام ظله) : « قلنا بأن حركات الأنبياء تسبب خسائر أرضية بشرية كثيرة، وتحدث تمزقة في المجتمع، وكذلك هي حركات الطواغيت * والجبابرة، ولكن هل من فارق بين نوعين من الحركات؟ بلى- وهو كفارق ما بين السماء والأرض، فارق في الهدف، في الأخلاقية، في الأسلوب، في الحكمة، فارق في النتائج… ». إن أي حراك تغييري فإن له تداعيات من خسائر في النفوس والأموال، وتمزيق للمجتمع حيث يكون هناك من يؤمن بالتغيير وهناك من يبقى على ما كان عليه! وهذا أمر مشترك بين (حركة المصلحين) وبين (حركة المفسدين) لأنه من نتاج أصل التغيير وتبديل الأوضاع وما يلازم ذلك من تداعيات وآثار.
ويبقى الفارق في أمور أخرى بين (المصلحين) و (المفسدين):
(1) ف (الهدف) الذي ينشده أتباع خط الأنبياء لا هو هدف رباني يسعى لحاكمية الدين وصلاح العباد والبلاد، وأما (هدف) المفسدين وهو طلب العلو في الأرض والفساد…
(۲) و (أخلاقية وروحية أتباع خط الأنبياء الا هو التلبس لكل فضائل الكمال من زهير في الدنيا وصدق ووفاء و…، وأما (أخلاقية) المفسدين فهو الانغماس بحب الدنيا واللهث وراء الحطام…
(3) و (الأسلوب) هو ملازمة الشريعة في كل حركة وسكون، وأما الطغاة فهم لا يتورعون عن فعل أي معصية من أجل الوصول للكرسي والاستعلاء؟
هذا ما فرضه الظالمون على أهل الأرض
يقول الشيخ (دام ظله):… «حركات الأنبياء – كما سبق – كلفت الكثير الكثير من دماء وأموال وبنية اجتماعية! ولكن، لم يكن ذلك يعارض شيئا * من النتائج الضخمة الكبرى التي تتحفظ بها إنسانية الإنسان وكرامته، ويسعد بها في الدنيا والآخرة، ويبقى هذا هو الطريق، وهو من فرض الظالمين على أهل الأرض».
إن الإنسان عبد الله تعالى، وهو مأمور بأداء تكاليفه، ولو كان ذلك يؤدي لسفك دمه وهتك عرضه ودمار بلده…، ف (العبد) لا حول له ولا قوة ولا شأن إلا طاعة (ره) وسيده.
والبعض قد تختلط عليه الأوراق ويتهم المظلوم أو يساويه مع الظالم، كل ذلك سببه عدم امتلاك الإنسان للرؤية الإسلامية العميقة الذي هو الميزان لقياس الأشياء والمواقف والأفعال. (1) عمار والفئة الباغية:
فعندما بغی (معاوية) ومعه طغاة الشام، توجه الإمام علي للحرية وتطهير الأرض من رجسه وكان مع الإمام علي ليلا الصحابي الجليل (عمار بن یاسر) فلما استشهد (عمار) انتشر حديث للنبي لا وكان مفاده: « یا عمار تلك الفئة الباغية » ا فتغير أهل الشام! ولكن كان هناك الشيطان المتمثل في (ابن العاص) كي يخدع الجهلة من بقر الشام، حيث قال: إن الذي قتل (عمار) هو علي! لأنه هو الذي جاء به من المدينة إلى الشام!!!
(2) صدام وحربه ضد الإمام تدرس … وهكذا تستمر معركة الطغاة على الصلحاء ويهجم صدام وحزبه (البعث) على دولة الإسلام لتستمر المعركة 8 سنوات، فكان صدام هو (الباغي) وكان الإمام (قدس الله سره) هو المعتدى عليه فكان لابد من الرد على الاعتداء!! ولكن ماذا قال أبناء هذا الزمان ؟!
قالوا: إن سبب كل الدمار وقتل النفوس و… هم أصحاب الإمام نسخ الجمهورية الإسلامية)..!!
وهكذا الحال في هذا البلد الجريح وما حل عليه من هؤلاء اللئام؛ فقد ظلموا وقتلوا وسجنوا وهجروا و…
(3)شعب البحرين يتجرع الألم.
وهكذا الحال في هذا البلد الجريح وما حل عليه من هؤلاء اللئام؛ فقد ظلموا وقتلوا وسجنوا وهجروا و…، فإذا برزنا لهم في الميدان وأذقناهم حر الحديد وزلزلنا عرش (حمد) اللعين فهل نحن من اعتدى، أم أن آل الخليفة هم أولى باللوم والعتاب ؟!! يقول الإمام علي ليلا: «لا ح فإن أغطيناه و إلا ركبنا أجاز الإبل وإن طال السری »
وما هذا الطريق إلى هذا النصر ؟
يقول الشيخ دام ظله : « وأما الطريق إلى هذا النصرا – الذي تم رفعه شعارة – ما هذا الطريق إلى هذا النصر ؟ إنه من جنس ذلك النصر: لا يحيد عن الحق، ولا يتوسل بالباطل، ولا يميل عن خط القيم، ولا يخالف شريعة الله، ولا ينكب عن طريق لا الهداية والحق والصلاح، طريق يقوم دليلا في نفسه على نظافة (الهدف)، ونظافة (الحركة) وسلامة (النية) وقصد البناء الصحيح، وتقويم المعوج من الأمور، وأن الحركة لله وللإنسان، وليست حركة لمواجهة الله عز وجل، ولا للإضرار والاستعداء للإنسان »
قاعدة الإيمان الحق بالله
ويقول الشيخ (دام ظله) : « ولا يصدق ذلك الهدف | الرفيع الذي تحدثت عنه، ولا ذلك الطريق السوي الذي تمت الإشارة إليه، إلا بالإنطلاق من قاعدة واحدة صلبة يحتضنها الكون كله، ولا يصلح أمر في الأرض ولا في السماء إلا بها، ماهي تلك القاعدة؟
المسيرة إليه، – أن تؤمن بالله وكل خطوة من | خطواتك لا تنطلق إلا من منطلق إيمانك بالله-، وتقيدها بطلب رضاه…». ‘ يقول تعالى: و قل إنما أعظم والجدير أن تقوموا لله مثنی و فرادی ها فالقيام والثورة لله تعالى وحده ولنصرة دينه والمظلومين من عباده… و قل الله ثم دهم هف (التوحيد) هي القاعدة الصلبة التي ينبغي أن تقيم عليها كل البناء.
من الله (المنطلق توحيدي)، وفي الله (تقيد بالشريعة) في كل حركة وسكون وإلى الله (المعاد) والاستعداد للقيامة ؛ فقد خلقنا الله تعالى في هذه الدنيا کي نتزود فيها للحياة الثانية، في «الدنيا دار مجاز لا دار بقاء» ومن الأمور التي نتزود فها لأخرتنا: الجهاد وقول كلمة الحق ومقارعة الطغاة وبناء الأوطان وخدمة الناس…، كل ذلك بما يريده الله تعالى يقول الإمام علي ليلا: « فيرودوا في اليا من الدنيا ما تژون به أنفسكم غدا»، «وخذوا من الفناء إلى البقاء». .
فعندما نتكلم عن النصر على الطغاة، فلا ينبغي أن نقصر عيوننا على المكاسب الدنيوية الآنية؛ بل لابد أن يكون الهدف من (النصر) هو إقامة الإسلام بين العباد، ونجعل الحكومة خادمة للشعب لسعادتهم في الدنيا والآخرة؛ فنعم العون على هداية الناس وجعلهم يعيشون العبودية لله تعالى ويتخلقون بأخلاق الله تعالى ويعملون الصالحات. أن تكون هناك (حكومة إسلامية) تأخذ بأيدي الشعب لكل هذه الفضائل والكمالات الفكرية والروحية والسلوكية العملية فما أحوجنا إلى (معارضة عقائدية) تكون سياستها تبعا العقيد تها، ويكون كفاحها من أجل صلاح (آخرة) الناس ولسعادتهم في دار الخلود، لا أن يكون الهم هو إصلاح (دنيا) الناس فقط وحياتهم المادية!
هل تكفي النية ؟!
ويقول الشيخ (دام ظله): «ما ضابطة ذلك؟ هل تكفي النية؟ لا.. وأن يكون السير على هدى * شريعته متقيد بها كل التقيد، فلستمع المعارضة كل المعارضة.». وما أجملها من (صرخة) كي تفيق (المعارضة) من سباتها وأنه لا تكفي (النية)، بل لابد من أن يكون هناك تقيد بالشريعة وبالدين، في المنطلق والدافع للحراك، وفي المنهج وأسلوب العمل.
ومن يرفض الإسلام أو يعرض عن شريعة السماء، فاحذروه ولا تأمنوه على أنفسكم ولا على الأوطان! ولیكن من كان، فمن يرفض الإسلام) فلا سلام معه وحاله حال هؤلاء الظلام عرفتني ماذا أريد ؟!!
يقول الشيخ (دام ظله): « ذلك الهدف والطريق إليه، | يضخان في النفس القوة والعزم والتصميم على الخيل، وروح التضحية والفداء من أجل الحق والعزة والكرامة والحرية الرفيعة والكرامة الحقيقية.
إنه ذلك النصر البعيد الذي لا يناله فرد ولا جماعة ولا شعب ولا أمة، صعب طريقه، شائك دربه، ولن تربح الانسانية حياتها في يوم من الأيام إلا به.
إنه ذلك الطريق النظيف الذي لا تحدث صاحبه نفسه بمقارفة ظلم، ومقاربة باطل في طريق هدفها الكبير، عرفتني ماذا أريد؟ أريد الهدف الكبير والنظيف والعالي لا يبرر لي قيد أنملة عن الشريعة.» فالشيخ خام ظله يشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي في نفس الوقت في غاية الصعوبة؛ فالذي يريد أن يثور على الطغاة ويسقط إنه ذلك الطريق النظيف الذي لا تحدت صاحبه نفسه بمقارفة ظلم، ومقاربة باطل في طريق هدفها الكبير عرش البغاة، ويتحمل الأذى في سبيل تحقيق ما يصبو إليه، عليه أن يكون متشرعة إلى أبعد الحدود، تقيأ ورعاً عن الوقوع في أي محذور أو مخالفة شرعية.
في (الإسلام) يصنع الإنسان الثائر، فكرة وخلقا وسلوك”، على صعيد الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية و.. إلخ، فالمسلم الحق) عليه أن يكون ملتزما) كمال الالتزام حال دخوله في معترك الصراع ضد الطغاة، كي لا يزل في الطريق وكي لا يبتعد عن الهدف الصحيح.
ولذلك نحتاج على الدوام أن نقوي (بصائرنا) ونزيد من وعينا وفكرنا، ومن جهة أخرى: نقوي من ورعنا وتقوانا بتهذيب نفوسنا، ونصبر على طاعته والبعد عن معصيته في سلوكنا الخارجي؛ وعندها يمكن الاطمئنان بسلوك الطريق بأقدام ثابتة لا تتزلزل ولا تتراجع وتصل إلى الهدف، بإذن الله تعالی.
هدى الله
يقول الشيخ (دام ظله) ة: «ليل لك هدى فوق هدى * الله تأخذيه من دون هدى الله.».’
ف (الهداية الإلهية) التي جاءت لإسعاد البشرية، هي بالتزام الإسلام وأحكامه النورانية! ومن يبحث عن هدى من الغرب ونجاة من الشرق فقد تاه وضل؟
وها هي (الحضارة الغربية) التي تئن منها كل البشرية، أكثر شاهد على صدق ما نقول: بأن الإسلام هو المنقذ للبشرية والأخذ بها للحياة الطيبة و ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا و تحشره يوم القيامة أعمى.
نصر من العبد ونصر من الله
يقول الشيخ (دام ظله): « نعم، هو نصر لا تلتزمه إلا نفل لها من أخلاق الله، وأخلاق رسوله وأوليائه الخلص الكرام العظام المعصومين ، مايحميها من غلبة الشهوة والميل للدوافع * الشيطانية الأرضية.
وهذا النصر حتمي لجماعة أو شعب أو أمة وفت بعهدها مع الله سبحانه، كما هو مفاد الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، -لا أنتصر لمشاعري، وقبل أن يكون للخروج من ضيقي هو انتصار الدين الله تبارك وتعالى-. ».
هناك نصران: نصر من العبد ونصر من الرب ؛ ف (العبد) إذا نصر الله تعالى، وذلك من خلال نصرة دينه وامتثال أمره ونهيه وبذل النفس من أجل إقامة الحكومة الإسلامية التي يتحقق في ظلها العدل وسعادة العباد، وعمارة البلاد…
نعم، إذا نصر العبد ربه فإن ذلك يستوجب نزول (النصر من ربه)، حيث ينصر عبده ويثبت أقدامه أمام كل المنزلقات والشدائد والبلايا والامتحانات.
فإذا كنا في النصر صادقين وبتكليفنا مؤدين، وبواجباتنا غير مقصرين، وعلم الله تعالى صدق نياتنا وإخلاصها في نصرة دينها… عندها سينزل نصر الله الذي وعد به.
وعلينا في وقت الجهاد والنضال، أن لا نفكر إلا ب (أداء التكليف) وأن يكون الله تعالی راضية عنا، وأما (النصر) فهو بيد الله تعالی ولا طريق النصر إلا بأن تتثبت الأقدام، ولا قادر على تثبت الأقدام الا الله تبارك وتعالى.
وهو ينزل من عنده متى ما اقتضت حكمته لذلك، فلا نشتغل ب (النصر) بل ب (أداء التكليف).
كمال الإتصال بالله والثقة به
يقول الشيخ (دام ظله) : «ولا طريق للنصر إلا بأن تتثبت الأقدام، ولا قادر على تثبيت الأقدام إلا بالله تبارك وتعالى.
وعلى الذين يطلبون النصر أن يعلموا أن طريق * النصر صعب، وقد يطول ويطول طريقه! وعدة الصبر على تحدياته وتضحياته نفل سلمت امرها لله، ورضيت به، وايقنت بكماله وغناه عن عباده، وافتقارهم إليه وصدق وعده ووعيده
هذه العدد كافية بأن تحمي من السقوط وأن تثبت قدمي على الطريق».
إن (الطواغيت) يعتمدون على أنفسهم وعلى ما يملكون من عدة وعتاد، ويراهنون عليها في الانتصار على المؤمنين المظلومين!
وأما المؤمن فهو و إن تزود بالعدة والعتاد الماديين، وتجهز بالقوة العسكرية وما يردع بها الأعداء..، ولكن تبقى ثقته ب(الله) وحده، واعتماده على (ره) وتوكله عليه «ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك »، ف (القوى المادية) تكون بيد الطواغيت، وقد يملكون ما لا يملكه (المؤمنون)، ولكن (المؤمنين يملكون ما لا يملكه (المستكبرون)، يملكون الله تعالى الذي بيده جنود السماوات والأرض، الذي بيده النصر…
وكلما اشتدت المعارك مع المستكبرين، وطالت الحروب معهم سنين، كان على (حزب الله) أن يقووا من علاقتهم بربهم ويستمدوا العون من خالقهم، ويثقوا به، لا بقوتهم، ولا يخشوا من جهوزية عدوهم، فالنصر بيده لا بيدهم.. وما النصر إلا من عند الله ؟!
يقول الشيخ (دام ظله) ة: (أسأل الله بأن يكون لي ولكم من هذا الزاد ما يعيننا به على كل صعوبات الطريق)