على طريق النصر 4

العقوبة البديلة ظلم بديل

يقول الشيخ (دام ظله) : «أصل العقوبات البديلة – ثقلت هذه العقوبات أو خفت – إنها ظلم بديل * عن ظلم واستمرار في سلب الحق وتعد على حرية المواطن وكرامته ؛ لأنها عقوبة لمظلوم من ظالم».

أول لفتة أشار لها الشيخ دام ظله أن «العقوبة البديلة» ظلم! نعم، إنه ظلم!! لا كما يدعيه النظام وأبواقه وبعض الجهلة من الذين يتصورون أن «العقوبة البديلة» مبادرة طيبة ونية حسنة من الحكومة! بل إنها ظلم مكان ظلم! بل هي أسوء من السجن!

فلقد انبهر البعض ب «العقوبة البديلة»، خصوصا أولئك الذين لم يراقبوا أنفسهم وهم يقضون عمرهم في السجن، فعاشوا الضياع والعبثية بل والانهزامية…، وها هو «المخلص» من جحيم السجن، وهي الفرصة الذهبية لاعتناق الحرية!!

لابد أن لا ننسى أنفسنا ولا المبادئ التي أمنا بها وانطلقنا لتحقيقها؛ فنحن لم ندخل «السجن» إلا لأنا رفضنا «الظلم» ووقفنا في وجهه، وقدمنا ما قدمنا من أجل دحره وسحقه وإحلال العدل محله… فهل اليوم. وبعد طول السنين نكون من الموقعين على «الظلم» ومن الراضين للظالمين!!

إن هذه العقوبات الرذيلة» ما هي إلا خطوة من خطوات الشيطان، ومن بعد هذه الخطوة خطوات، وقد لا يكشف عنها هذا النظام ولكن في آخر المطاف، هناك ف يريد أن يوقع الشعب فيه، وبالأخص السجناء… فهل نطيعهم في هذه الخطوة، أو نطيع الله تعالى الذي ينهى عن متابعة خطوات الشيطان « ولا تتبعوا خطوات الشيطاني » في «النظام» لم يقدم على مثل هذه الخطوة من أجل مصلحة السجناء، بل المصلحة له والنفع عائد إليه؛ فهناك مخططات وكمائن وشباك، وقد نصبت لأبناء هذا الوطن للقضاء عليه والتخلص منه! وأحد هذه «الفخاخ» للقضاء على «وهج الثورة» هو استهداف أبطال الميادين، بهذه العقوبة الرذيلة…! فهل نضع أيدينا مع هؤلاء الطغاة ونعينه على قتلنا ووأد ثورتنا وزيادة معاناة شعبنا!!

وبشارة لكم يا أيها الكرام؛ فإن النظام يلفظ أنفاسه ويعد نعشه – فالطغاة مهما تجبروا فإنهم ضعاف۔، فهو اليوم يتوسل ببعض الحلول التي يأمل من خلالها أن يحافظ على عرشه، ومنها هذا القانون! ففوتوا عليه الفرصة، ولا تنقذوه ولو بإعطائه «قشه! لتنتهي المعاناة ويعيش الشعب في أمن وأمان… فصبرا صبرا يا شعب الإباء ويا أبناء الكرماء، فوالله النصر يحلق فوق رؤوسكم، فأبصروه واحمدوا رب الأنام.

«إن هذه العقوبات الرذيلة» ما هي إلا خطوة من خطوات الشيطان

لا قيد على حرية السجناء

يقول الشيخ ام ظله: «لا قيد على خروج مظلوم من سجنه واسترداد حريته من بعد سلبها».

لقد ذقنا مرارة سلب الحرية ونحن بين هذه القضبان ولكن أن سلب حريتك وأنت بين أهلك «بالعقوبة الرذيلة» هو أكثر مرارة؛ فالحرية حرية لا معنى لتقييدها!

والسجناء وسجنهم يخدم الثورة ويوصلها إلى النصر الإلهي، فقضية «السجناء» تتعب الأنظمة الظالمة في كل مكان، وعليه: فالنظام أراد أن يتخلص من هذه المعاناة بهذه الخديعة «البديلة» فاستجابة السجناء لذلك قتل للثورة وهي على ساحل الانتصار!!

ولا تفقدوا الأمل بالله تعالى، فقريبا تقر أعينكم وتسمعون مقولة تطيب خاطركم، مقولة «نحن قوم لا نترك أسرانا» وسوف تخرجون بلا قيد ولا شرط وأنتم مكرمون أعزاء، والنظام ذليل خانع!

النبي يوسف لا أختار السجن على …

يقول الشيخ رام لند : « ولا مانع من ذلك إلا أن يدخل ذلك فيما قاله القرآن الكريم على لسان النبي يوسف: (قال ربي السجن أحب إلي * مما يدعونني إليه)، حين تكون الحالة هي هذه الحالة يبقى السجين في اللجنة ولا يخرج، وهذا له مصاديق، وليس المصداق فيه منحصرة فيما كانت عليه حالة النبي يوسف . . عندما يخير «المؤمن» بين حرية فيها معصية الله تعالى وبين عندما يخير «المؤمن» بين حرية فيها معصية الله تعالى وبين سجن فيها رضا ربه، فإن الخيار «رب السجن أحب إليه سجن فيها رضا ربه، فإن الخيار «رب السجن أحب إلي» فيوسف الصديق لي خيروه: بين حرية القصور والتمتع بنسائها والتلذذ بطعامها و… ولكن كل ذلك والله ساخط عليك!!

وإن امتنعت عن هذه (الحرية) فلك السجن والعذاب والحرمان! فكان الخيار «رب السجن أحب إلي»! وهو خيار أهل الطهر والنقاء في كل زمان ومكان.

في «السجن» أحب إلينا مما يدعوننا إليه: من حرية كاذبة، ومن إعانة للظلمة، ومن استسلام للأنظمة الجائرة..!!

في «السجن» أحب إلينا مادام فيه رضا ربنا، وفيه تحقيق لوعد ربنا بأننا إن صبرنا ونصرنا دینه بسلب حريتنا وتقديمها قربانه الدينه، فإنه سوف ينصرنا على عدونا!!

وتأملوا في الخيار الذي أقدم عليه يوسف الصديق (عليه السلام): حيث اختار السجن لأن فيه طاعة الله تعالى ورضاه، فماذا كانت النتيجة ؟! أن مكنه الله وجعل «سجنه» طريقة إلى «ملکه»! وهكذا أحبتي فإن «سجنكم» ظلامة عند ربكم، وبصبركم واحتسابكم وثقتكم بالله تعالى، سوف يوصلكم «السجن» إلى النصر على عدوكم… « و كذلك الصبر يعقب خيراً؛ فاصبروا و وطوا أنفسكم على الصبر توجروا ».

ذل أكبر من ذل السجن

يقول الشيخ (دام ظله): «هناك خروج من السجن فيه ذل أكبر من ذل السجن، فيه زهق أكبر من زهق السجن، الراجح عقلا ماذا؟ الراجح دينا ماذا؟ مفهوم أيضا. » إن «السجين» وهو في أتون المحنة وعمق البلاء وشدة ما يقاسيه في سجنه قد يعيش الانهيار النفسي أو الضعف الداخلي.

فتشوش «بصيرته» فلا يرى الأمور كما هي! وقد يتزلزل «التزامه» وتدينه فلا يعمل بتكليفه الذي أراده الله منه!

فإذا أزيلت «الغشاوة» عن العقل أدرك بأن السجن أرجح عقلا من العقوبة الرذيلة، وإذا زال الاضطراب والانهيار شخص بأن الدين يلزمه الصبر على هذه المعاناة. فالمسألة واضحة «عقلا» و«شرع» لولا الضعف الذي يصيب البعض.

ومن يعيش الصلابة الداخلية والصمود الثوري، يصبر بما لا ريب فيه ويلتزم بتكليفه غير متردد فيه: ولن يقدم على «البديلة» تتبعها بلية عليه وعلى شعبه وعلى دينه.

مقاومة العقوبات البديلة

يقول الشيخ (دام ظله) : «العقوبات البديلة لابد أن تقاوم کالعقوبات الأصل، ولابد من تطهير المجتمع من كل المظالم وأن لا تكون الحرية * الممنوحة من الله (عز وجل) محل المساومة آبدة، وهي منحة لا يجوز لعبد من عباد الله – التناول عنها ولا الملامة عليها ولا التساهل في استردادها». إن «مقاومة» العقوبة البديلة برفضها وعدم القبول بها؛ وهذا يحتاج إلى «البصيرة» و«الإرادة» من قبل السجناء بالدرجة الأولى، ومن قبل أهالي السجناء بالدرجة الثانية، ومن عامة المجتمع في الدرجة الثالثة.

هم «سجنونا» فلم تسلب حريتنا بإرادتنا واختيارنا، ولا يصح اليوم أن «نقيد حريتنا» بسجن بديل طوعا منا ورغبة من أنفسنا؟ في «حريتنا» ليست بمحل مساومة:

فقد خلقنا الله تعالى أحراراً فلا يحق أن نعيش لهم باختيارنا وإرادتنا.

والمسألة تحتاج إلى مزيد صبر وشدة إرادة كي نرجع ما سلبه منا أعدائنا، في «السجان» لا يرتجي منه حرية سجنائه ولا رحمته بهم ولا شفقته عليهم! بل «حريتنا» سنحصل عليها بإرادتنا وعزمنا ورغما عن عدونا! والأيام قادمة كي تثبت صدق مقولتنا؟

سجين أو مخبر

يقول الشيخ (دام ظله): « أخرج | من السجن وكن عينا على المؤمنين! فإما أن تخرج لتكون عين على المؤمنين، وإما أن اتبقى في سجنك، ما الحكم ؟! واضح… الحكم واضح.

وهناك مصاديق أخرى لا | أتعرض لها » قلنا: بأن «العقوبة الرذيلة» خطوة من خطوات الشيطان، ومن ورائها خطوات! ومن خطواتهم: أنهم قالوا للبعض، اخرج من السجن واعمل معنا «مخبر»!

انظروا إلى السياسة البريطانية التي ينفذها «هؤلاء»: حيث يذهبون إلى أهل هذا الشعب وعصارة تضحياته المتمثلة في سجنائه، کی يشتروا ضمائرهم ويكونوا عونا لهم على إخوانهم!!

من سجين إلى عميل

فبعد أن كان «السجين» قنبلة على النظام لا يدرون متی تنفجر، وإذا بشيطنة «العقوبة البديلة» التي تريد توجيه القنبلة إلى جهة الشعب فيصنعون «عملاء» كي يفجرونها يوما من الأيام نعم، سنبقى في السجن ولو طال الزمان، فما ضعفنا ولا دخل الوهن فينا، فما زلنا أولئك الأعزاء الكرام: الذين لا نساوم على شرف الأوطان ولا نبيع الدين بالدينار، ولن نخون القضية والثورة ودماء أحبتنا الشبان وهذا شرف سيسطر على جبين هذا الشعب: بأن هناك شباب كالأكبر والقاسم، قد أركعوا طاغوتهم وما قبلوا بذلة أو هواي!

قد ساومهم النظام على حرية زائفة كاذبة فرفضوها بل وداسوها تحت الأقدام وكان الموت في عز أحلى لهم من حياة الذل في الأوطان… فسلام وسلام لكم أيها السجناء بأشرف الأهل والأوطان.

ملاحظة: لاحظ مقالة «العقوبة البديلة» فقد تناولنا فيه الموضوع بشكل أكثر توسع:

نعم، سنبقى في السجن ولو طال الزمان، فما ضعفنا ولا دخل الوهن فينا، فما زلنا أولئك الأعزاء الكرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى