الدعوة والإرشاد بالقول
إن الوسائل والأساليب التي يجب أن يقوم بها دعاة الإصلاح الاجتماعي ومن يسعون لتحقيق العدل هو أن يبدؤوا بالموعظة والقول الحسن وإقامة البراهين على أحقائية مطالبهم وبطلان ما عليه عدوه، يقول تعالى: <ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ>.
فهذه الآية تدعو لاستعمال جميع فنون البيان على حساب اختلاف الأفهام واستعداد الأشخاص وهذه هي الطريقة التي استعملها الإسلام في أول البعثة.
وعليه .. على جميع الدعاة للإصلاح والثائرين على كل ظلم أن يبدؤوا بها ويستفرغوا الوسع لإقامة الحجة على حقانية مطالبهم وحلال ما يقوم به ظالمهم.
ولكن إذا لم تجدي هذه الوسيلة ولم يحقق هذا الأسلوب الهدف المنشود منه، حيث تغنت الطغاة وتغطرس البغاة وأخذتهم العزة بالظلم والعدوان ولم يفكروا بتغيير ما يقومون به من ظلم ولا مراجعة شيء مما أفسدوه من تدمير البلاد وإذلال العباد وترويع النساء وإيتام الأطفال، فإنه حينئذٍ لا يجوز التوقف عند هذه المرتبة والاكتفاء بهذه الوسيلة بل لا بدّ من الانتقال إلى الأسلوب الثاني وهو المقاومة السلمية.