سلبوه الخلافة وهو الأحق بها
أبناء الدنيا واللاهثين وراء حطامها، المغرورين بمتعها، والمخدوعين بزينتها، والطامعين في العلو والرفعة فيها حسدوه، وأبغضوه وعادوه؛ فسلبوه ما وهبه الله إياه، ونهبوا ما وضعه الله عليه. سلبوه الخلافة وأبعدوها عنه، وأبعدوه عنها، وهم يعلمون من هو، وأنّه الأحق بها، وأنّه لا حق لغيره فيها «أَرَى تُرَاثِي نَهْباً».
فهم علموا بكل ذلك ولكن <وَجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا>، فقد كان طلبهم للعلو وعيشهم في ظلمات الظلم، وسعيهم في الإفساد وهتك المقدسات، كل ذلك كان سبباً يمنعهم من العمل بما يستيقنون، فبينهم وبين الموعظة حجاب من الغرّة! وكيف يُقدّمونَ عليّاً وفي ذلك زوال محبوبتهم الدنيا ومعشوقتهم الغرور؟!