لا ينبغي أن يكون التقسيم للثوار على أساس واحد
مالك الأشتر يثور وطلحة والزبير يثوران، وما أبعد ما بينهما بُعد المشرق والمغرب!
فمالك الأشتر قد قام لله تعالى، وهو لا يرجو غيره، ولا يسعى لمصالح نفسه، بل همّه معاناة شعبه.
وأما طلحة والزبير فما قاما وما ثارا إلا لجمع المال وتحصيل المنصب، فلم يكن لمعاناة الناس في قاموسهم أي معنى، فضلاً أن يكون حراكهما غيرةً على دين الله تعالى!
وعليه: فلا ينبغي أن يكون التقسيم للثوار على أساس واحد، فنساوي بينهم لأنّهم كانوا شركاء في إسقاط الطاغوت، ولأنّ الجميع قدم التضحيات في إزالة الكابوس!
نعم؛ لا ينبغي أن نساوي بين من يقوم لله تعالى ومن يقوم للشيطان، بين من يقوم للآخرة ومن يقوم للدنيا؛ فما هي الفائدة من كثير من الثوار الذين سعوا لإسقاط الطاغوت والحال أنهم الطاغوت عينه، فما إن يتمكنوا بل وقبل أن يتمكنوا حتى يظهر فسادهم وإضلالهم وإهلاكهم للحرث والنسل كما فعل هذان الرجلان في معركة الجمل الدامية!