واحد في مقابل عشرة
هناك تكليف شرعي في الحرب بأن يقابل الواحد من المسلمين عشرة من الكافرين ولو لم يصمد يهبط الواحد قبال العشرة كان عاصيا وكان من الفارين من الزحف هو من أكبر المعاصي والموبقات قال تعالى إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلب ألفا من الذين كفروا ثم نجد أن التكليف الإلهي تغير حيث يجعل الواجب هو أن يقابل الواحد من المسلمين اثنين من الكافرين قال تعالى فإن يكن منكم مائة صابرة يغلب مائتين وإن يكن منكم ألفا ليغلبوا الفين وهذا التغير في التكليف الحربي مسبب عن شيء تكشف عنه نصف الآيتين ففي الآية الاولى الأنفال عندما جعل الواحد يقابل العشرة أو عندما جعلت الواحد يقابل العشرة ذكرت في ذيلها بأن الكافرين لا يفقهون لأنهم قوم لا يفقهون وفي الآية الثانية عندما جعلت الواحد في الاثنين أشارت إلى حصول الضعف في روحية المؤمنين الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاء وهذا ما يحتاج إلى التأمل والتوقف عنده.